أثارت مذيعة قناة TALKTV البريطانية جوليا هارتلي بروير، الجدل حول طريقة تعاطيها مع ضيفها الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، حيث انفعلت عليه خلال الحلقة، صارخة في وجهه ساخرة من كلامه ومحاولة إسكاته، متهمة إياه بأنه غير معتاد على وجود امرأة تتحدث.
ونشرت قناة TALKTV مقطع فيديو للحظات انفعال مذيعتها، عبر صفحتها على موقع “إكس” معلقة عليه “جوليا هارتلي بروير تشتبك مع الدكتور مصطفى البرغوثي بعد اغتيال نائب زعيم حماس”.
يبدأ الفيديو بسؤال البرغوثي لهارتلي بروير فيما إن كانت تعتقد أن إسرائيل دولة ديمقراطية، وبعد أن أكدت ذلك قاطعها متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير الديمقراطية، وإذ بها تقاطعه منفعلة رافضة الحديث عن تاريخ نتنياهو لضيق الوقت، كما رفضت تكرار البرغوثي الحديث عن السابع من أكتوبر ووضعه في سياق تاريخي، قائلة “أوضحت وجهة نظرك خمس مرات.. ليس لدي وقت لذلك”.
وبعد أن سألها الضيف “ما الذي لديك من الوقت له” صرخت طالبة منه انتظارها لإنهاء حديثها قائلة “ربما لست معتاداً على نساء يتحدثن”.
ما إن انتهت الحلقة التي ظهر فيها المسؤول الفلسطيني في أعقاب اغتيال نائب زعيم حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت، حتى انهالت الانتقادات على هارتلي بروير، حيث اتهمها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ “الوقاحة والعنصرية والعنف والتعالي والأداء البلطجي”.
استغلال في غير محله
من الواضح أن المذيعة مارست بحسب ما تقوله مديرة جمعيّة FEMALE، حياة مرشاد، “فوقية بيضاء وتعاملت بعنصرية في خطابها البعيد جداً عن الأخلاق المهنية، محاولة الاستناد على الصورة الشائعة عن الرجل العربي بأنه ذكوري وغير مستمع للنساء، في وقت كانت هي من تطبق ذلك”.
انفعال المذيعة على الهواء وطريقة تعاطيها مع ضيفها، دليل كما تشدد مرشاد على أنها “طرف في الموضوع المطروح للنقاش، وعندما عجزت عن ضبط أعصابها لجأت إلى ترند قمع الرجال للنساء كحجة أمام الجمهور، إلا أنها في الحقيقة استخدمت المفاهيم النسوية بطريقة سطحية وسخيفة وفي غير محلها، في وقت تعاطى الضيف معها برقي وهدوء ولباقة”.
وتشدد مرشاد “دفاعنا عن قضايا النساء ليس مطلقاً، بل يقتصر على القضايا المحقة، من هنا يجب التمييز بين القضايا التي نعمل عليها في دول الشرق وبين أجندة النسويات البيض والغربيات واللواتي يحاولن فرضها علينا، حيث إننا لا نتماهى معها بشكل كامل والاختلافات بيننا كبيرة وجوهرية”.
وتضيف “لا يمكن الحديث عن النسوية من دون فكر نقدي كونه حجر أساس لتطور هذا الحراك الاجتماعي السياسي الذي يهدف إلى العدالة الاجتماعية والدفاع عن كل المهمشين والمضطهدين، وليس إلى خوض معارك بين الرجال والنساء، بالتالي هذه المذيعة ليست نموذجاً للنسوية ولا علاقة لها بذلك”.
كذلك أكدت الباحثة في مؤسسة سمير قصير، الصحفية وداد جربوع، أن المذيعة “أرادت استغلال النظرة النمطية للرجل الشرقي بأنه غير مستمع للمرأة، وإسقاط هذه النظرة في الحوار لقمع البرغوثي بهدف فرض آرائها بعدما وجدت أن آراءه مغايرة تماما لما تريد إيصاله للمشاهدين”.
بقي البرغوثي حتى اللحظة الأخيرة كما ترى جربوع محافظاً على هدوئه ولباقته رغم كل محاولات المذيعة لاستفزازه، مثبتاً أن الاتهامات التي وجهتها له هي من ارتكبتها وليس العكس، وبأنها لم تلتزم بالمعايير المهنية”.
فقدان المهنية
لم تراع هارتلي بروير القواعد المهنية لا في الشكل ولا في المضمون، كما تؤكد أستاذة الإعلام في الجامعة اللبنانية، الدكتورة مهى زراقط، شارحة “في الشكل بدا واضحاً أنها لم تحترم ضيفها، من خلال إغلاق أذنيها لعدم سماع إجاباته، وضحكاتها، والإشارة بيدها إلى ضيق الوقت، وقيامها وجلوسها المتكرر على الكرسي إضافة إلى حركة يديها”.