وجاءت تصريحات أردوغان في حديث للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته لتركيا من جولة في منطقة البلقان.
وأكد الرئيس التركي أن مديرية الأمن العام ومديرية أمن إسطنبول وجهاز الاستخبارات نفذوا عملية مهمة ضد تنظيم داعش، مضيفا بالقول: “تم إلقاء القبض في تركيا على الإرهابي بشار خطاب غزال الصميدعي الملقب بـ”أبو زيد / أستاذ زيد” الذي يعد من القياديين الكبار في داعش”.
أردوغان أكد أن الصميدعي من أبرز القياديين البارزين في صفوف داعش عقب مقتل زعيميه أبو بكر البغدادي والزعيم الذي خلفه عبد الله قرداش.
وتابع “تضمنت التقارير الدولية والتقرير الأمني للأمم المتحدة معلومات تفيد بأن هذا الإرهابي كان أحد كبار القياديين في التنظيم، وتضمنت إفاداته خلال الاستجواب أنه تولى منصب فيما يسمى القضاء ووزارة التربية والعدل داخل التنظيم”.
وكشف الرئيس التركي أنه: “منذ زمن طويل جرت متابعة ارتباطاته في سوريا وإسطنبول، وتم الوصول إلى معلومات استخباراتية حول نيته دخول تركيا بطرق غير شرعية، وبفضل عملية ناجحة للأمن والاستخبارات تم إلقاء القبض عليه، حيث أوضح للأمن في إسطنبول أنه يحمل بطاقة شخصية مزورة وأجرى تغيرات على شكله”.
وتابع أردوغان إلى أنه تم نقله إلى السلطات القضائية بأمر من مكتب المدعي العام في إسطنبول عقب استجوابه من قبل الاستخبارات والأمن التركي.
هل الصميدعي هو زعيم داعش ؟
وفق وكالة الأناضول التركية، فقد ورد اسم بشار خطاب غزال الصميدعي، المشارك في قيادة التنظيم ضمن التقرير الثلاثين لمجلس الأمن الصادر في 11 يوليو 2022، وجاء في التقرير أنه “في 3 فبراير الماضي، قتل زعيم داعش أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي في عملية قادتها الولايات المتحدة في أطمة السورية بالقرب من الحدود التركية”.
وتابع التقرير أنه في 10 مارس الماضي، اعترف التنظيم بوفاة الصلبي وأن أبو الحسن الهاشمي القرشي سيحل محله، وفي حين لم يتم تحديد هوية القرشي بعد، لكن يرجح أن هذا الشخص هو العراقي بشار خطاب غزال الصميدعي.
وفيما يسود جدل حول مدى صحة المعلومات التي تشير لكون الصميدعي ربما يكون هو زعيم داعش المكنى أبو الحسن القرشي، يرى خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية أن التحقيقات الأولية معه وفق وسائل الإعلام التركية تشير لعكس ذلك.
ويقول الخبراء إن الصميدعي هو بلا شك أحد قيادات الصف الأول الداعشي، بغض النظر عما إذا كان هو فعلا زعيم التنظيم الحالي أم لا.
بدايات نشاطه الإرهابي
يقول د رائد العزاوي، رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”، “الصميدعي عراقي ويعرف كذلك بأبو خطاب العراقي وبأبو المعز، انتماؤه الأول للمنظمات الإرهابية كان لجماعة أنصار الإسلام التي تشكلت بالعراق في عام 2001، وكانت تضم مجموعات مقاتلين هربوا من أفغانستان بعد الهجوم الأميركي عليها إثر أحداث 11 سبتمير”.
مرحلة الزرقاوي
وتابع العزاوي أنه “بعد ذلك، التحق بجماعة أبو مصعب الزرقاوي وكان مسؤولا عن عمليات عسكرية مهمة لتنظيمه، وعمل كبير قضاة بجماعة الزرقاوي، وفي المدة من 2003 ولغاية 2009 لعب دورا بارزا في التنظيم الإرهابي”.
الانضمام لداعش
واستطرد “في عام 2014 ومع سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من العراق وسوريا، انضم لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم، والذي كان على معرفة سابقة به، وعينه كبير قضاة الموصل، ومع انهيار داعش وتحرير الموصل، هرب لسوريا حيث بقي قياديا بارزا لداعش هناك وأصبح مسؤولا عن عمليات الإعدام بالتنظيم، وهو منصب مهم جدا في داعش، علاوة على عضويته فيما يسمى مجلس شورى المجاهدين”.
3 محاولات اغتيال فاشلة
يكشف الخبير العراقي في شؤون الجماعات المتشددة عن “تعرض الصميدعي لثلاث محاولات اغتيال بعد عام 2017 إحداها تمت في مدينة الرقة السورية، والتي نفذتها قوات خاصة عراقية لكنه نجا”.
ما بعد البغدادي
وأوضح الباحث أن “المتغير الأهم في حياة الصميدعي تمثل في مقتل البغدادي حيث كان ضمن اللجنة القيادية العليا التي تشكلت في عام 2016 للتنظيم، لكنه فشل في اقناعها بأن يكون قائد التنظيم الجديد، فرغم كونه من مقربي البغدادي، كان أبو إبراهيم القرشي هو الذي حل محل البغدادي لأنه الأكثر قربا، وبالتالي أكثر قوة داخل التنظيم من الصميدعي”.
جرائمه وصلت لليبيا
يقول الخبير إن”الصميدعي شخصية إجرامية شرسة، فبحكم كونه كبير قضاة داعش أشرف على تنفيذ عمليات قتل كبيرة للعراقيين بالموصل على وجه الخصوص، كما نفذ عملية قتل مجموعة من قوات البيشمركة الكردية عبر حجزهم في أقفاص وإغراقهم بالمياه، وهو ممن دعوا لقتل الأقباط، حيث نفذ التنظيم عمليات إرهابية بحقهم في ليبيا بمنطقة سرت في عام 2015، فهو من أصدر الفتوى بذلك لدواعش ليبيا”.
إحدى أسره في مخيم الهول
يضيف العزاوي :”تزوج الصميدعي 4 مرات ولا يعلم أين هم أولاده وزوجاته الآن، باستثناء إحدى أسره الموجودة في مخيم الهول بشرق سوريا”.
دور عراقي
يشرح الخبير العراقي في شؤون الجماعات المتطرفة أن”العملية تمت أساسا وفق معلومات قدمتها المخابرات العراقية لنظيرتها التركية، وكشفت دخوله تركيا التي يتواجد فيها منذ نحو عامين متنقلا في المناطق الجنوبية من البلاد كشانلي أورفة وغازي عنتاب، حيث استدلت المخابرات العراقية على المعلومات حول مكان وجوده بتركيا من أحد عناصر داعش من المقربين منه وممن عملوا معه، والذي تم اعتقاله بالموصل”.
وكان تنظيم داعش قد أعلن عن زعيمه الجديد، أبو الحسن الهاشمي القرشي، في شهر مارس الماضي، من خلال رسالة صوتية مسجلة نشرت عبر الإنترنت، وذلك بعد أسابيع من مقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي، الذي خلف أبو بكر البغدادي في عام 2019 .