وتقول الصحيفة إن أردوغان يلعب دورا عدائيا في السياسة الخارجية كان ظاهرا بشدة في 2020، فيما كان الداخل التركي يتلقى الصفعات الاقتصادية واحدة تلو الأخرى.

أوغوز أكباس، صاحب متجر تبغ في إسطنبول خرج في تظاهرة، الشهر الماضي، احتجاجا على القيود التي يصفها بغير العادلة على التجار بسبب الوباء.

وقال أوغوز إن العديد من أصدقائه لم يعودوا يعملون، والبعض على وشك الانتحار.

تفاقم الأوضاع

وقبل أزمة وباء كورونا، كان الأتراك يعانون من انهيار سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار والتضخم المتزايد، وجاءت الجائحة لكي تزيد الطين بلة، حيث تفاقم الركود.

وبعد أكثر من 9 أشهر على الوباء في تركيا، ومع الموجة الثانية من كورونا، يبدو أن قسما كبيرا من السكان غارق في الديون وباتوا يواجهون الجوع.

وتقول مؤسسة استطلاعات الرأي المعروفة “متروبول” إن 25 بالمئة من المشاركين في استطلاع أجرته، مؤخرا، إنهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

ويعلق أوغوز إنه يرى هذا الأمر يوميا لدى زبائنه، ويضيف “الناس على وشك الانفجار”.

وبالنسبة إلى أردوغان الذي لفت أنظار العالم إليه خلال 2020، بسبب سياسته العدوانية الخارجية وتدخلاته العسكرية، فالأمور وصلت إلى ذروتها.

واعترفت حكومته بأنها أخفت العدد الحقيقي لمصابي فيروس كورونا، باتباع سياسة عدم تسجيل الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، وبعدما غيرت تلك السياسة وصلت الإصابات إلى مستويات قياسية.

وتعرضت الليرة إلى ضربات قوية هذا العام، لتفقد أكثر من 30 بالمئة من قيمتها أمام الدولار، ونضبت تقريبا احتياطات النقد الأجنبي بشد، وتواجه أنقرة الآن أزمة كبيرة في ميزان المدفوعات.

قدوم بايدن

وتأتي هذه الأزمة المتفاقمة في وقت يستعد أردوغان لخسارة حليفه في البيت الأبيض، دونالد ترامب، الذي سيترك منصبه في الـ20 من يناير المقبل.

وتواجه تركيا حاليا عقوبات من جانب الولايات المتحدة بسبب اقتنائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس-400″، كما تواجه عقوبات أوروبية بسبب أعمالها الاستفزازية في شرقي المتوسط ضد قبرص واليونان الدولتين العضويين في التكتل.

ولعب ترامب دورا كبيرا في تأجيل العقوبات على أنقرة، خاصة أن الأخيرة استلمت الدفعة الأولى من النظام الصاروخي في صيف 2019.

وتـأخر أردوغان كثيرا في تهنئة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، على فوزه في انتخابات نوفمبر الماضي، ويقول محللون إن بايدن سينتهج سياسة أكثر صرامة مع الرئيس التركي، خاصة في ملف انتهاكات حقوق الإنسان.

التحرك شديد القسوة

وأمام الأزمة المستفحلة في البلاد، تحرك أردوغان بصورة شديدة القسوة، كانت في العادة تتم بعيدا عن الأنظار، فقد عين رئيسا للبنك المركزي، متدخلا في شؤون مؤسسة يفترض أن تكون مستقلة.

وقبل استقالة وزير المالية وصهره ووريثه المفترض، بيرات البيرق، الأمر الذي فاجأ الكثيرين، لكن بدا أن صهره وهو من المقربين له، “كبش فداء”.

وقال إنه سيجري إصلاحات عديدة في القضاء وتحدث عن احتمال الإفراج عن معتقلين سياسيين.

لكن منتقدي أردوغان رأوا في مناوراته خطوات محدودة ومتأخرة للغاية.

ولا يعرف ماذا حدث بين الرجلين في القصر الرئاسي، لكن غياب الصهر عن الحياة العام بشكل تام، يظهر أن الأزمة الاقتصادية باتت تشكل مصدر قلق واختبار حقيقي للرئيس الـتركي.

ويقول محمد قولات الذي يجري استطلاعات الرأي، إن أردوغان يراقب الاستطلاع عن كثب هذه الفترة.

وأضاف أن ما يهم أردوغان حاليا هو معرفة كيفية انعكاس الأوضاع الحالية على المجتمع التركي.

وتظهر استطلاعات الرأي أن شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بزعامة أردوغان، وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 19 عام، ليصل إلى 30 بالمئة فقط، ولن يستطيع تحالفه مع الحركة القومية من تأمين الغالبية اللازمة في انتخابات 2023 الرئاسية.

وتقول الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية، أسلي أيدينتاسباس، إن الانتخابات المقبلة ليست مضمونة لأردوغان، فثمة احتمال كبير أن يخسرها، ما لم يوسع ائتلافه أو يجذب الأشخاص الذين يصوتون للمعارضة.  

ووجد استطلاع رأي أجرته “مترو بول” أن غالبية مؤيدي أردوغان، أي نحو 63 بالمئة منهم، يرون أن تركيا تسير في الاتجاه الأسوأ.

skynewsarabia.com