واتجهت التوقعات نحو مزيد من الإجراءات الحاسمة ضد حزب الله اللبناني خلال الفترة المقبلة، خاصة في القارة الأوروبية.
وقالت وزيرة الداخلية الأسترالية، كارين أندروز، إن التنظيم المسلح المدعوم من إيران “يواصل التهديد بشن هجمات إرهابية وتقديم الدعم للمنظمات الإرهابية”، ويشكل تهديدا “حقيقيا” و”موثوقا به” لأستراليا.
وقال مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد إن هناك قلقا متزايدا لدى الدول الأوروبية بوجه عام من خطورة تنامي العمليات الإرهابية لحزب الله.
وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي تصنف الجناح العسكري “إرهابيا”، لكن الإجراءات المرتقبة تتمثل في إعلان حظر كامل للجناحين السياسي والعسكري.
وفي تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، يقول الخبير الأمني إن الإدانات في العديد من الدول الأوروبية تشير إلى تورط حزب الله باستخدام الأراضي الأوروبية لتخزين بعض إمداداته المشبوهة أو غير الشرعية كالتخزين الغير القانوني لأطنان من نترات الأمونيوم.
ويوضح محمد أن حزب الله يستغل القارة الأوروبية كقاعدة للعمليات والتجنيد، وقواعد حزب الله في أوروبا هي أيضا جزء مركزي من شبكة التمويل العالمية غير المشروعة وهذا يشمل نقل وتوزيع المخدرات غير المشروعة، وتجارة الأسلحة، وعملية غسل الأموال.
ووفق التقديرات، يشكل حزب الله تهديدا خطيرا لأوروبا بالتزامن مع تزايد مطالبات بعض دول أوروبا إلى جانب الولايات المتحدة بحظر الحزب بالكامل أي بجناحيه السياسي والعسكري، حيث ترى دول كالنمسا وهولندا أن التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري سياسة خاطئة.
وكانت واشنطن دعت الأمم المتحدة إلى ضرورة إدراج حزب الله اللبناني بجناحيه السياسي والعسكري على قوائم الإرهاب، كما دعا المشرعون الأميركيون الاتحاد الأوروبي للعمل على إصدار قرار بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية بالكامل، علما بأن الولايات المتحدة كانت قد صنفت الحزب منظمة إرهابية منذ عام 1997.
وحظرت النمسا نشاط حزب الله اللبناني واعتبرته منظمة إرهابية، بجناحيه السياسي والعسكري، متجاوزة في ذلك سياسة الاتحاد الأوروبي التي تكتفي بحظر الذراع العسكرية فقط.
وقال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ إن “هذه الخطوة تعكس واقع الجماعة نفسها التي لا تميز بين الذراع العسكرية والسياسية”.
وفي يناير عام 2020، صنفت وزارة الخزانة البريطانية حزب الله بجميع أجنحته جماعة إرهابية، كما قررت تجميد أرصدته، ولم تقف بريطانيا وحدها في خط المواجهة مع شبكات حزب الله في أوروبا، حيث اتخذت الداخلية الألمانية قرارا بحظر الحزب بجناحيه العسكري والسياسي.
لكن هولندا تعد أول دولة أوروبية تحظر حزب الله، ففي عام 2004، أعلنت أمستردام حظر أنشطة حزب الله بالكامل على أراضيها، لتصبح أول دولة أوروبية تتخذ هذه القرار.