من المقرر نشر كتاب بولتون وعنوانه “ذا رووم وير إت هابند: وايت هاوس ميموار” (المكان الذي حدث فيه ذلك: مذكرات البيت الأبيض) في 23 يونيو الجاري.
وذكرت دار نشر سايمون آند شوستر، في بيان صحفي، أن كتاب بولتون يقدم شهادة مطلعة عن “عملية صنع القرار غير المتسقة والمتخبطة” للرئيس دونالد ترامب.
“لا يريدك ترامب أن تقرأه”
ومن المرتقب أن يقدم الكتاب، وهو مؤلف من 592 صفحة، صورة واسعة عن كيفية اتخاذ الرئيس الأميركي القرارات، وكيف يتعامل مع المستشارين وقضايا السياسة الخارجية، سواء تعلق الأمر بأوكرانيا أو بـفنزويلا وإيران وكوريا الشمالية.
وقالت ادار النشر إن الكتاب يسرد بالتفصيل معاملات ترامب مع الصين وروسيا وأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وأضافت “هذا هو الكتاب الذي لا يريدك دونالد ترامب أن تقرأه”.
ومضت تقول: “ما شهده بولتون أثار دهشته.. رئيس همه الوحيد هو انتخابه لفترة جديدة، حتى لو كان ذلك يعني تعريض الأمة للخطر أو إضعافها”.
ووفقا للناشر، يقول بولتون في كتابه “على أن أقدح زناد فكري لتحديد أي قرار مهم اتخذه ترامب خلال فترة خدمتي من دون أن يكون خاضعا لحسابات إعادة انتخابه”.
“سري للغاية”
وكان ترامب حذر بولتون سابقا من نشر مذكراته بينما هو لا يزال رئيسا في البيت الأبيض الذي يحاول ثني بولتون عن ذلك بزعم أن أجزاء كبيرة من مادة الكتاب مصنفة “سرية للغاية”.
لكن دار النشر أعلنت أن بولتون قرر تحدي البيت الأبيض، ونشر كتاب المذكرات الذي يكشف فيه ما يعتبره تجاوزات ارتكبها ترامب تتعدى قضية أوكرانيا، وقد تعرضه أيضا للمساءلة.
ولفت الناشر إلى أن بولتون سيوثق مخالفات ارتكبها ترامب تتعدى الضغوط التي مارسها الأخير على أوكرانيا للتحقيق مع منافسه الديمقراطي جو بايدن، وأدت لاتهامه ومحاكمته في الكونغرس.
وقال تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ حيث تمت تبرئة ترامب إن شهادة بولتون كان يمكن أن تساعد في إقناع الجمهوريين المترددين بعزل الرئيس.
وتعود هذه القضية إلى تجميد البيت الأبيض مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار مخصصة لأوكرانيا في الوقت الذي كانت فيه قواتها تحارب الانفصاليين المدعومين من موسكو.
لكن اتضح فيما بعد أن ترامب كان يمارس ضغطا على أوكرانيا من أجل التحقيق مع نجل منافسه الديمقراطي بايدن بشأن خروقات في شركة يمتلكها في كييف.
ووصف ترامب اتهامه في مجلس النواب بأنه مؤامرة عليه، معتبرا أن الضغط الذي مارسه على أوكرانيا كان لمصلحة الولايات المتحدة.
وبحسب بولتون، فإن ترامب قال له في أغسطس 2019 أنه لا يريد الإفراج عن مساعدة عسكرية لأوكرانيا طالما لم تحقق سلطات كييف بشأن بايدن، الأوفر حظا لمنافسته في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر 2020.
وسيعيد قراره المضي بنشر كتابه طرح أسئلة بشأن عدم إدلائه بشهادته خلال محاكمة ترامب إن كان يعتقد أن الرئيس ارتكب تجاوزات، وتفضيله بدلا من ذلك نشر كتاب وبيعه.
وبولتون الذي يتبنى نهجا متشددا ضد روسيا عارض تجميد البيت الأبيض المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وفي كتابه، يقول بولتون إن “مجلس النواب ارتكب أخطاء في الممارسة خلال المحاكمة عبر حصر الاتهام بشكل ضيق بأوكرانيا، في الوقت الذي كانت تجاوزات ترامب الشبيهة بما فعله مع أوكرانيا موجودة على نطاق سياسته الخارجية بالكامل”.
وسيصف بولتون في مذكراته عملية اتخاذ القرار “المتناقضة والمشتتة” لترامب.
وسوف تُطرح المذكرات في المكتبات قبل أسابيع من المؤتمر الوطني الجمهوري، الذي يقبل فيه ترامب ترشيح الحزب لخوض سباق إعادة انتخابه للرئاسة في نوفمبر.
وفي وقت سابق، قال ترامب إنه يجب ألا ينشر بولتون الكتاب إلا بعد الانتخابات، كما وصفه في جلسات مغلقة بـ”الخائن” لأنه أعد كتابا سلبيا حول تجربة البيت الأبيض.
ويجري بولتون مباحثات مع بعض الشبكات التلفزيونية، في الوقت الحالي، لأجل ترويج الكتاب.
من هو بولتون؟
شغل بولتون منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، بين أبريل 2018 وسبتمبر 2019، حينما ترك منصبه، في ظل خلافات حادة بشأن مجموعة واسعة من تحديات السياسة الخارجية، خاصة حول كوريا الشمالية.
ويقول ترامب إنه أقاله بينما يقول بولتون إنه استقال.
وبولتون (71 عاماً) هو ثالث مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب خلال 519 يوما، حيث يشتهر بأنه مراقب دقيق يحرص على تدوين الملاحظات، وكان شاهدا على عدد من اجتماعات السياسة الخارجية المهمة.
ويوصف بولتون بالسياسي المتشدد الذي يميل إلى أكثر الخيارات تصعيدا، كما دخل في صدامات مع وزير الخارجية، مايك بومبيو، ووزير الخزانة، ستيفن منوشين.
وفي يناير الماضي، انتقد ترامب ميل بولتون إلى التشدد، قائلا: “لو أصغيت إليه، لوصلنا إلى الحرب العالمية السادسة حتى الآن”.