وقال بوليانسكي السبت: “سننقل خبراء وصحفيين دوليين إلى هناك لكشف الحقائق”، وكان السجن قد تعرض للقصف مما أدى إلى قتل 40 وإصابة 75 أسير حرب أوكرانيا، من ضمنهم أسرى كتائب “آزوف” السبب الرئيسي للقصف من جانب كييف، حسب التصريحات الروسية، فماذا حدث؟
ليلة 29 يوليو الماضي، أعلنت روسيا تعرض مناطق في جمهورية دونيتسك الشعبية إلى قصف صاروخي من جانب كييف، لم تمر ساعات قليلة حتى أعلنت موسكو تعرض مركز لاحتجاز الأسرى في منطقة يلينوفكا للقصف.
عقب القصف، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، أن الجانب الأوكراني كان مصرا على احتجاز أسرى كتائب “آزوف” في مركز الاحتجاز رقم 120 في يلينوفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية، الذي تعرض للقصف بنظام الإطلاق الصاروخي الأميركي هيمارس.
في الأثناء، يقول المحلل العسكري الروسي ألكسندر أرتاماتوف، إن كتائب “آزوف” التي أعلنتها موسكو منظمة إرهابية لها علاقة وثيقة بالقصف الذي استهدف مقر الاحتجاز من جانب كييف، من أجل محو جرائم تلك المجموعات الإرهابية وعدم كشفها أمام المجتمع الدولي.
وأضاف المحلل العسكري الروسي ألكسندر أرتاماتوف، في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، أن قبل حادث الاستهداف بساعات تم نشر اعتراف بالفيديو حول جرائم (عناصر آزوف)، بخلاف أن السجن كان يضم عددًا من مقاتلي أوكرانيا الذين ألقوا أسلحتهم واستسلموا.
وأوضح أن القصف الأوكراني لمقر الاحتجاز رسالة غير مباشرة لجنودها في المعارك، وهو أنه حال الاستسلام سيتم تصفيتهم من جانب أوكرانيا، وتابع “الأيام الماضية شهدت عمليات استسلام كبيرة للجيش الأوكراني أمام تقدم القوات الروسية”.
والأسبوع الماضي، صنفت السلطات الروسيّة كتيبة آزوف التي أسسها قوميون أوكرانيون، كمنظمة إرهابية.وحول الخطوة الروسية الأخيرة، يقول الباحث في الشأن الدولي أحمد سلطان، إنه لا شكّ أن تصنيف موسكو كتيبة آزوف الأوكرانية اليمينية القومية كمنظمة إرهابية، لن يكون له أي أثر على الصعيد العالمي.
وأضاف أحمد سلطان، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أيضًا التصنيف الروسي سيعني خضوع مقاتليها الأسرى لمحاكمات صارمة في روسيا، وبالتالي فإن عناصرها لن يعاملوا معاملة الضباط والجنود الأوكران الذين أسرت منهم أعداد كبيرة منذ اشتعال الحرب، خاصةً أن الكتيبة كذلك تضم المئات من المتطوعين الأجانب.
وخلال الأشهر الماضية، تم بالفعل رفع دعاوى جنائية ضد عدد من مقاتلي “آزوف” في روسيا بموجب قضايا التطرف والارتزاق وما شابه ذلك، وبموجب قرار المحكمة، يمكن محاكمة مقاتلي كتيبة “آزوف” كشركاء ومشاركين ومنظمين لمنظمة إرهابية.
تعد “كتيبة آزوف” وحدة مشاة عسكرية يمينية قومية، متهمة بتبني أيديولوجية “النازيين الجدد” وخطاب كراهية يدعو لتفوق العنصر الأبيض، وقاتلت لأول مرة إلى جانب الجيش الأوكراني في شرق البلاد عام 2014 ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، وبعد جهودها في استعادة مدينة ماريوبول الاستراتيجية الساحلية ومينائها من الانفصاليين المدعومين من روسيا، دمجت الوحدة رسميًّا في الحرس الوطني الأوكراني في 12 نوفمبر 2014، وحصلت على إشادة كبيرة من الرئيس آنذاك بترو بوروشينكو.
وترى الباحثة في العلوم السياسية والمتخصصة في تحليل النزاعات المسلحة، آية بدر، أن كتيبة آزوف قاتلت إلى جانب الجيش الأوكراني في شرق البلاد قبل نحو 8 سنوات ضد الانفصالايين الموالين لموسكو، ولم تصنفها روسيا حينها على قوائم الإرهاب رغم أن السلطات الروسية كانت تتهمها بتبني أيديولوجية “النازيين الجدد”، وعمومًا فالقرار الروسي لن يؤثر على قوة المقاومة الأوكرانية المتصاعدة ضد الجيش الروسي، خصوصًا في ظل الدعم الغربي الهائل للقوات الأوكرانية.
وأضافت آية بدر، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”: هذا القرار المتزامن مع القصف الذي استهدف ثكنة عسكرية روسية ضم العشرات من أسرى الكتيبة، سيعني أن عناصر الكتيبة سيستميتون في القتال ولن يستسلموا مجددًا بأعدادٍ كبيرة كما حدث بعد حصار مصنع “آزوفستال” في مدينة ماريوبول الاستراتيجية جنوبي أوكرانيا في مايو الماضي.