تحريك المبادرة الأفريقية فعليًا تزامن مع تصريحات بوتين، عن إمكانية إنشاء “منطقة آمنة” داخل الأراضي الأوكرانية، فهل اقترب التوصل لأجندة يبدأ حولها مفاوضات إنهاء الأزمة؟.

 مبادرة من جانب محايد

المبادرة الأفريقية هي مبادرة اتخذتها القارة الأفريقية لتسوية مبدئية للصراع الحالي بين موسكو وكييف، ويقود المبادرة رؤساء 6 دول أفريقية هي مصر وجنوب أفريقيا وجزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي والسنغال وزامبيا وأوغندا.

توقع الأكاديمي الروسي في جامعة “الصداقة بين الشعوب” بموسكو، ديميتري بريجع، نجاح تلك المبادرة أو على الأقل تحريك المياه الساكنة حول التفاوض بعد رفض أو التحفظ من جانب عدة جهات على مبادرة الصين الأخيرة.

وشرح ديميتري بريجع، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، عدة عوامل تقوى من موقف المبادرة الأفريقية سواء أمام الجانب الروسي أو الأوكراني، وهي:

  • الدول الأفريقية منذ بداية الأزمة اتخذت موقفًا محايدًا.
  • بدأت أفريقيا في الاستقلال بشكل فعلى عن الهيمنة الغربية والأميركية.
  • اختلافها عن المبادرة الصينية التي تحفظ عليها الجانب الغربي نظرًا للتقارب الروسي الصيني.

 مفهوم مختلف

ويُشير بريجع، إلى اختلافًا آخر بين المبادرة الأفريقية الحالية والمبادرة الصينية السابقة من حيث المفهوم، فبكين كانت تسعى لحل واسع وشامل للأزمة وهذا صعب التنفيذ في ظل الصراع المحتدم حاليًا، ولكن المبادرة الأفريقية تسعى إلى وقف مبدئي للنار والجلوس للتفاوض.

وأكد الأكاديمي الروسي في جامعة “الصداقة بين الشعوب” بموسكو، أن الدول الأفريقية من أكثر الدول التي عانت بسبب الصراع الحالي، وبالتالي اهتمام تلك الدول هو وقف صوت النار والجلوس للتفاوض لتلاشي أزمة اقتصادية تلوح في الآفق فعليًا بسبب طول أمد النزاع.

في السياق، كشفت مصادر إعلامية بأن مبادرة السلام الأفريقية التي بدأتها جنوب إفريقيا، في مايو الماضي، تتضمن مجموعة من “الإجراءات لبناء الثقة” وقد تشمل:

  • سحب القوات الروسية والأسلحة النووية التكتيكية من بيلاروسيا.
  • تعليق مذكرة الاعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
  • تخفيف العقوبات المفروضة من جانب الغرب على روسيا.
  • تهيئة الأجواء ما سيسمح للطرفين ببناء استراتيجياتهما لاستعادة السلام.

ترحيب أوكراني

يقود الوفد الأفريقي في أوكرانيا وروسيا كلًا من رئيسا السنغال ماكي سال وجنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، وهو يضم أيضا رئيسي زامبيا وجزر القمر ورئيس الوزراء المصري.

وعن تلك المبادرة، يصفها ماتيوشين فيكتور المتخصص في حل النزعات الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، بالأكثر قبولا وتوازنا في ظل المبادرات التي طرحت سواء الصين أو البرازيل أو أندونيسيا أو غيرها من محاولات التوصل لتفاوض.

ويُضيف ماتيوشين فيكتور، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الجميع في الوقت الراهن خاسر من طول أمد الحرب واستمرار الخسائر بالأخص في البنية التحتية لأوكرانيا والتي ستحتاج إلى عشرات السنوات من أجل الإعمار.

ويؤكد ماتيوشين فيكتور، أن كييف لا تعارض في الجلوس على مائدة التفاوض ولكن بشروط معينة تضمن الانسحاب من الأراضي التي ضمتها.

وكانت أوكرانيا قد أعلنت في مواقف سابقة أن القوات الروسية يجب أن تنسحب من أراضيها قبل بدء أي محادثات، بينما تريد موسكو أن تعترف كييف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها من أوكرانيا في 2014، كشرط مسبق للمفاوضات، وتعول أفريقيا على تحقيق أمال التوصل لمفاوضات من تلك المبادرة، حيث واجهت القارة السمراء أضراراً متعددة نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب والطاقة، إذ تعد من أكبر مستوردي الحبوب من البلدين المتصارعين.

skynewsarabia.com