وتأتي هذه المناورات في الوقت الذي تفتقد فيه الحرب الروسية الأوكرانية الحسم لأي من الطرفين، بينما لم تنجح كييف بشكل أوضح في استعادة أراضيها التي سيطر عليها الجيش الروسي.
وحلف الناتو كمنظمة ليس مشاركًا بشكل مباشر في الصراع، باستثناء توفير الدعم غير القاتل لكييف، على الرغم من أن العديد من الدول الأعضاء ترسل الأسلحة القتالية والذخائر بشكل فردي أو في مجموعات، وتوفر التدريب العسكري، بحسب أسوشيتد برس.
هنا 5 جوانب تجعل من هذه المناورة حدثا غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الباردة:
النطاق والمدى غير المسبوقين:
ستشمل هذه المناورة الواسعة النطاق حوالي 90,000 فرد، مما يُظهر قدرة الحلف على الدفاع عن أراضيه. هذه الخطوة مهمة، خاصة في ظل الصراع الجاري في أوكرانيا وتصاعد التوترات مع روسيا. تهدف المناورة إلى تغطية منطقة واسعة، تمتد من الشمال العالي إلى وسط وشرق أوروبا، مما يُظهر قدرة الناتو على إجراء عمليات معقدة متعددة الأبعاد على مدى فترة طويلة وعبر آلاف الكيلومترات.
التوقيت الاستراتيجي وسط الصراع الروسي الأوكراني:
توقيت هذه المناورات حاسم، حيث يأتي خلال فترة تبدو فيها الحرب الروسية على أوكرانيا كأنها تتعثر. بينما لا يشارك حلف الناتو بشكل مباشر في هذا الصراع، تُعد المناورة رمزا قويا لاستعداد الحلف والتزامه بحماية دوله الأعضاء. إنها استجابة واضحة للوضع المتصاعد على الجناح الشرقي للناتو، مؤكدة على استعداد الحلف لمواجهة التهديدات المحتملة من روسيا.
عرض الوحدة والقوة عبر الأطلسي
جانب رئيسي في “المدافع الثابت 24” هو عرض وحدة وقوة الناتو. أكد الجنرال الأمريكي كريستوفر كافولي، القائد الأعلى لحلف الناتو، أن هذه المناورة ستُظهر قدرة الحلف على تعزيز منطقة الأطلسي الأوروبية بسرعة، بما في ذلك الحركة عبر الأطلسي للقوات من أمريكا الشمالية. يُعد هذا العرض بمثابة تأكيد على التضامن والجاهزية للدول الأعضاء وتحذير للخصوم بشأن آلية الدفاع الجماعي للناتو.
تعبئة قياسية للقوات ومشاركة دولية واسعة
تتميز المناورة بعدد قياسي من القوات والمشاركة الدولية الواسعة. أكد الأدميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية للناتو، على النطاق التاريخي للمناورة، الذي يمتد عبر الحلف والمحيط الأطلسي. يُعد انضمام السويد، المتوقع انضمامها إلى الناتو هذا العام، علامة على توسع نطاق المناورة بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر التزام المملكة المتحدة بإرسال 20,000 جندي مع الأصول العسكرية المتقدمة دليلاً على الدعم والتعاون الواسع النطاق داخل الناتو.
التكيف مع استراتيجيات الدفاع الجديدة:
لا تقتصر المناورة على عرض القوة العسكرية فحسب؛ بل هي أيضًا أرض اختبار لاستراتيجيات الدفاع المحدثة للناتو. مع التركيز على تحديات الحرب الحديثة، بما في ذلك التهديد من الخصوم المماثلين والمنظمات الإرهابية، ستختبر “المدافع الثابت 24” قدرات الناتو في سيناريو صراع ناشئ محاكي. يُعد هذا التكيف مع المشهد الأمني العالمي المتطور أمرًا حاسمًا للأهمية الاستراتيجية طويلة الأمد للناتو وفعاليته في حماية أعضائه.