وقال شخصان على علم بالاجتماعات الداخلية، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إنه من المتوقع أن يجتمع مسؤولون كبار من وكالات حكومية متعددة، الخميس، لبدء وضع استراتيجية لتنفيذ “إجراءات انتقامية” ضد الصين، لافتين إلى أن الاجتماع سيضم مسؤولين من الاستخبارات الأميركية.

وأشار الاثنان إلى أن الرئيس دونالد ترامب عبر عن غضبه من الصين خلال الأيام الأخيرة لمساعديه، ملقيا باللوم على بكين “لحجبها معلومات عن الفيروس”، وناقش سن إجراءات “للانتقام” منها.

وفي جلسة مغلقة، ناقش ترامب ومساعدوه تجريد الصين من “الحصانة السيادية“، بهدف تمكين الحكومة الأميركية أو ضحايا كورونا من مقاضاة الصين للحصول على تعويضات، حسب ما ذكر موقع صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

وقال جورج سوريال، الذي عمل سابقا في منصب كبير بـ”منظمة ترامب” ويشارك الآن في دعوى جماعية ضد الصين، إنه بحث مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض “الحد من الحصانة السيادية للصين”.

إلا أن خبراء قانونيين أوضحوا أن محاولة تقييد الحصانة السيادية للصين سيكون “من الصعب للغاية تحقيقها، وقد تتطلب تشريعات في الكونغرس”.

وقال شخصان على دراية بمحادثات داخلية بهذا الشأن، إن بعض مسؤولي الإدارة الأميركية ناقشوا أيضا احتمال إلغاء الولايات المتحدة جزءا من الالتزامات المتعلقة بديونها تجاه الصين، إلا إنهما ليسا على على علم بشأن ما إذا كان ترامب قد أيد هذه الفكرة.

وشدد مسؤولون أميركية على أن هذه المناقشات “لا تزال تمهيدية”، وأن القليل من العمل الرسمي قد بدأ لتحويل هذه الأفكار الأولية إلى حقيقة.

أما مسؤولون آخرون في الإدارة الأميركية، فقد حذروا الرئيس من “الضغط لمعاقبة الصين”، لافتين إلى أن بكين ترسل إمدادات لمساعدة الولايات المتحدة في مواجهة كورونا.

وقال أحد كبار المسؤولين المشاركين في المحادثات، إنه “ليس الوقت المناسب” لمثل هذه الخطوات، معتبرا أنه سيكون هناك “وقت للقيام بذلك”.

ولكن في الأيام الأخيرة، يعتقد البعض أن المعركة بين النهج الحذر الذي يتبعه المستشارون الاقتصاديون للإدارة الأميركية تجاه الصين، وفريق الأمن القومي الذي يدفع إلى الرد بقوة على بكين، قد بدأت تميل نحو موقف الأمن القومي.

وقال أحد كبار المستشارين: “إن معاقبة الصين هي بالتأكيد الفكرة التي يفكر بها الرئيس الآن”، بحسب الصحيفة الأميركية.

كما أن بعض المستشارين السياسيين لترامب، “يشجعونه على اتخاذ موقف أكثر قوة تجاه الصين، لأنهم يعتقدون أنه سيساعده سياسيا”.

وأشارت “واشنطن بوست” إلى استطلاع للرأي أجري على الإنترنت مؤخرا، وجد أن 51 بالمئة من الناخبين في الولايات المتأرجحة، يلقون باللوم على الصين في تفشي فيروس كورونا المستجد، بينما يلوم 24 بالمئة ترامب.

والاثنين، اقترح ترامب في مؤتمر بالبيت الأبيض، أن تطلب الولايات المتحدة تعويضات بمئات مليارات الدولارات من الصين، مشيرا إلى أنه “يدرس اتخاذ تدابير إضافية لمعاقبة الصين”، دون أن يحدد ما هي.

ولدى سؤاله في المؤتمر، عما إذا كانت بلاده ستطالب بتعويضات من الصين، قال ترامب: “يمكننا أن نفعل شيئا أسهل من ذلك بكثير”.

إلا أن منتقدي هذه السياسة، يعتبرون أن جهود الإدارة لمعاقبة الصين “لا تزيد عن كونها مسرحا سياسيا، وقد تخاطر أيضا بتعريض الاقتصاد الأميركي وحياة الأميركيين للخطر، حيث من المرجح أن تنتقم الصين بدورها بعد الإجراءات التي ستتخذتها الولايات المتحدة”.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ، الخميس: “يجب أن تعلم الولايات المتحدة أن عدوها هو الفيروس وليس الصين. يجب أن يركزوا على احتوائه في الداخل، والتعاون الدولي، بدلا من تلطيخ الصين وإلقاء اللوم عليها”.

skynewsarabia.com