وقد حذر العديد من مسؤولي الانتخابات من ازدياد الوظائف الشاغرة في المراكز الانتخابية بسبب التهديدات التي يستمر موظفو الانتخابات بتلقيها حتى الآن.
كما طالبوا السلطات المحلية والفدرالية بتوفير مزيد من الحماية لهم ولعائلاتهم التي تتلقى تهديدات تصل حد القتل.
ويقول بارب بيروم، كاتب مقاطعة إنغهام في ولاية ميشغن، إنه وزملاءه يعتبرون أن سلامتهم وعائلاتهم أهم من مجرد وظيفة على حد تعبيره، لذلك اختار بعض كتاب المقاطعات الاستقالة أو التقاعد.
أما في مقاطعة فلتون بولاية جورجيا، فيقول مدير انتخابات المقاطعة ريتشارد فالون، إنه لم يسبق أن شهد أمرا مماثلا طيلة الاثنتين والعشرين سنة الماضية التي عمل فيها.
وأضاف فالون أنه بدأ وموظفيه بتلقي جميع أنواع المكالمات والرسائل، يهددونهم فيها بأنهم سيأتون لقتلهم في مكاتبهم أو بين عائلاتهم، كما تتضمن هذه الرسائل والمكالمات الكثير من التهديدات العرقية، خاصة وأن طاقم مكتبه الانتخابي يتكون تقريبا من تسعة وتسعين بالمائة من الأميركيين من أصل أفريقي.
وقد أظهرت دراسة أجراها مركز برينان للعدالة غير الحزبي في جامعة نيويورك، وشملت عشرات موظفي الانتخابات في مختلف الولايات، أن شخصا واحدا على الأقل يشعر بعدم الأمان أثناء العمل، كما أفاد واحد من كل ستة موظفين بأنه تعرض للتهديد بسبب عمله.
ويقول هؤلاء الموظفون إن هذه التهديدات، مستمرة رغم مرور أشهر على الانتخابات الرئاسية.
ويستغرب غابرييل ستيرلنغ، مسؤول الانتخابات في ولاية جورجيا التي حصدت نصيب الأسد من هذه التهديدات، من الضجة الإعلامية التي باتت تحيط به وزملاءه بعد تلقيهم هذه التهديدات، رغم أن ظل لسنوات يؤدي عمله كمشرف على نظام التصويت دون أن ينتبه له أحد.
ويضيف غابريل: “إنه أكثر عمل بيروقراطي وإداري”، لكنه الآن وجد نفسه في دائرة الاتهامات بتزوير الانتخابات داخل محيطه، رغم أنه جمهوري.
ويقول غابريل إن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، لأنه يتلقى رسائل واتصالات في أوقات متأخرة من الليل تتضمن تهديدات بالزج به في السجن أو قلته.
ولم يسلم كبار أو صغار موظفي الانتخابات من هذه التهديدات، بل وحتى عائلاتهم.
فقد تلقت تريشيا رافنسبرجر، زوجة سكرتير ولاية جورجيا، العديد من التهديدات بما فيها رسالة نصية في أبريل الماضي تقول “ستقتلين أنت وعائلتك ببطء شديد”. كما تلقت قبل أيام رسالة أخرى من مجهول يقول فيها إنه يتم التخطيط كل يوم لقتلها وعائلتها.
وقد وجد مركز برينان الذي شمل أكثر من 200 مسؤول انتخابي محلي في جميع أنحاء البلاد، أن العديد من العاملين في الانتخابات ألقوا باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب وجعل عملهم أكثر صعوبة وخطورة.
وحث التقرير الولايات والسلطات الفدرالية على حماية المعلومات الشخصية لموظفي الانتخابات ودفع تكاليف الإجراءات الأمنية.
وقد أقر وزير العدل الأميركي في وقت سابق بالتهديد المتزايد للعاملين في الانتخابات، وقال إن وزارة العدل ستحمي حقوق التصويت في وقت تشدد العديد من الولايات التي يقودها الجمهوريون قوانين الانتخابات.
لكن مع اقتراب انتخابات الكونغرس النصفية لعام 2022 والانتخابات الرئاسية لعام 2024، وجد التقرير أن هذه المخاوف المتعلقة بالسلامة ستخلق، على الأرجح، مشكلات كبيرة في التوظيف في المستقبل.
وهذا ما أكده مدير انتخابات مقاطعة فلتون بولاية جورجيا، ريتشارد فالون، الذي قال إن مقاطعته تواجه مشكلة في التوظيف بعد الاستقالات المتتالية.