التطوّرات الميدانية تزامنت مع الإعلان الرسمي للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأن الهجوم المضاد والعمليات الدفاعية بدأت بالفعل. فهل ستنجح كييف في هجومها المضاد الذي طال انتظاره كما وصفه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين؟

 حسب خبير عسكري روسي، فإن الهجوم المضاد بدأ بالفعل منذ عدة أيام وثبت ضعفه وعدم تحقيقه أي نتائج، بينما يرى آخر أوكراني أن جميع الجبهات تشتعل بالفعل بخلاف استهداف العمق الروسي، وذلك خلال تصريحاتهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.

 هجوم متعدِّد الجبهات

واتلينغ كودراخيين، متخصِّص في الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية بأوديسا الأوكرانية، أوضح أن بلاده بدأت بشن هجوم متعدّد الجبهات فعليا، كنوع من أنواع استراتيجية التشتيت للعدو، بخلاف التقدم على الأرض.

 وقال كودراخيين، في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن عملية الهجوم متعدّد الجبهات ساعدت بالفعل القوات الأوكرانية في التقدّم على الجبهة الشرقية في محيط باخموت مسافة تقرب من 1400 متر، ما دفع القوات الروسية إلى التراجع من الخطوط الأممية في تلك الجبهة.

أشار إلى الضغط الأوكراني أيضًا المستمر في الجبهة الجنوبية بمحيط زابوريجيا وخيرسون، حيث شنّت قوات كييف العديد من الهجمات في تلك النقطة خلال الساعات الماضية عن طريق المدرعات والدبابات الغربية واستخدام الصواريخ متوسطة المدى.

أكد كودراخيين أن مع بدء الهجوم المضاد رسميا سيسهم في زيادة وتيرة التسليح الغربي لأوكرانيا، لاستمرار عملية الضغط في الميدان وضمان عدم وقوف أو تأثير الهجوم المضاد الذي يُعد له منذ أشهر بسبب عملية التسليح.

توقّع كودراخيين، تسليم الغرب وواشنطن المقاتلات الحربية لكييف في القريب العاجل، وذلك لعدة أسباب أبرزها:

  • توفير حماية جوية للتقدّم الأوكراني ميدانيا وضمان عدم شن روسيا هجوما مباغتا.
  • رفع كفاءة سلاح الجو الأوكراني يسهم في حماية بوابة أوروبا الشرقية.
  • حال توافر المقاتلات لدى كييف سيمنع ذلك روسيا من زيادة التحصينات في المناطق التي سيطرت عليها.

 روسيا تسرِّع وتيرة التسليح

بالتزامن مع إعلان الرئيس الأوكراني بدء الهجوم المضاد فعليا، أجرى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، زيارة لتفقد ترسانات وقواعد التخزين بالمنطقة العسكرية الغربية، وفحص تجهيز المعدات والأسلحة لشحنها إلى منطقة العمليات العسكرية.

حث وزير الدفاع على تقليص وقت استلام المعدات من الشركات وتجهيزها بأسرع وقت ممكن لشحنها إلى وحدات القوات المسلحة الروسية.

  في ظل التحركات الميدانية، يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن جميع الهجمات الأوكرانية لم تؤتِ نتائج على الأرض بخلاف تكبّدها خسائر في الأرواح والمعدات خلال الساعات الماضية.

يُضيف مينيكايف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن عدم النجاح الأوكراني حتى الآن يعود بفضل التحصينات الروسية في الجبهات الشرقية والجنوبية، بخلاف تكثيف موسكو من استهداف مخازن الذخيرة ومناطق تجميع المسيرات خلال الأيام الماضية، ما أسهم في ضعف الهجوم المضاد، بخلاف قصف المطارات العسكرية كما حدث في مطار ميرهورود العسكري بوسط أوكرانيا.

 في ظل الخسائر الأوكرانية، قالت وزارة الدفاع الروسية في ملخصها اليومي، إن قواتها تمكّنت من تدمير 4 دبابات ليوبارد الألمانية الصنع، كما تمكنت من تصفية نحو 300 جندي أوكراني خلال هجوم القوات الأوكرانية على محور زابوريجيا.

يُشير مينيكايف إلى تصريحات الرئيس الأوكراني الذي رفض فيها تحديد مدة زمنية للهجوم المضاد، قائلا: “كييف تعلم جيدا أن هجومها المضاد لن يُغيّر من الواقع ومن المعادلة على الأرض”.

كان زيلينسكي قال خلال الساعات الماضية إن بلاده مستعدة لشن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا، مضيفا: “نعتقد بقوة أننا سننجح”.

skynewsarabia.com