وقالت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار إن القوات الأوكرانية استعادت قرية بياتيخاتكي الواقعة في قطاع شديد التحصين من خط المواجهة بالقرب من أقرب الطرق المباشرة إلى ساحل بحر آزوف في البلاد.
وجاء ذلك ضمن تقدم كييف لما يصل إلى سبعة كيلومترات داخل الخطوط الروسية خلال أسبوعين، وسيطرت خلاله على 113 كيلومترا مربعا من الأراضي.
وأضافت ماليار عبر تيليجرام “لن يتخلى العدو بسهولة عن مواقعه، وعلينا أن نعد أنفسنا لمواجهة صعبة.. الجيش يتحرك وفق المخطط والضربة الكبرى لم تأت بعد“.
وقالت إن أشرس القتال يدور في شرق وجنوب أوكرانيا. وبشكل منفصل، قالت إن الجيش الأوكراني منع تقدما روسيا في الشرق، حيث يركز وحداته، بما في ذلك قوات سلاح الجو.
في غضون ذلك، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن جيش كييف يتقدم في بعض القطاعات ويسعى لصد هجمات مكثفة في مناطق أخرى. لكنه قال إن النتيجة النهائية في صالح أوكرانيا.
وأضاف “لم نفقد مواقع، وإنما حررنا بعضها. وهم فقط يتكبدون الخسائر“.
وأظهر مقطعان مصوران نشرهما الجيش الأوكراني على تيليجرام ما قال إنه تقدم لقواته لاستعادة قرية بياتيخاتكي، وتضمنا عدة هجمات على مواقع روسية وأحد الأرتال العسكرية. وأظهر مقطع دخانا كثيفا يتصاعد من المنطقة بينما تتقدم مجموعات من المركبات المدرعة الأوكرانية على طريق ريفي.
وظهر في نهاية المقطع المصور جنود واقفون أمام مبنى مزين بأعلام أوكرانيا ويقولون إنهم حرروا القرية.
وأضافوا “حررت قوات الكتيبة 128 اليوم، 18 يونيو، قرية بياتيخاتكي… فر الروس تاركين وراءهم عتادا وأسلحة وذخائر“.
وكتبت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على فيسبوك تقول إن وحدات مضادة للطائرات أسقطت أربعة صواريخ كروز وأربع طائرات مسيرة إيرانية الصنع في الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وقالت إن روسيا قصفت أكثر من 12 مدينة وقرية في منطقة زابوريجيا، ومنها بياتيخاتكي.
مكاسب متزايدة
تعكس تقارير استعادة السيطرة على القرى مكاسب أوكرانيا المتزايدة حتى الآن في قطاعات أمضت موسكو شهورا في تعزيزها.
غير أن قرية بياتيخاتكي تكتسب أهمية خاصة، إذ أنها تقع على بعد نحو 90 كيلومترا من الساحل.
وفي المقابل، قالت روسيا إنها صدت العديد من الهجمات ونشرت مقطعا مصورا يظهر ما تقول قواتها إنه عتاد غربي جرت مصادرته. وظهر في المقطع ما قالت إنها دبابة فرنسية الصنع صودرت في منطقة دونيتسك بشرق البلاد، دون الإشارة إلى قرية بياتيخاتكي.
وأقرت أوكرانيا بشن هجمات على مناطق مختلفة من خط المواجهة الذي يبلغ طوله ألف كيلومتر في هجومها المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة 18 بالمئة من أراضيها التي تسيطر عليها روسيا لكنها تحرص على السيطرة على المعلومات لأسباب أمنية. ويقول محللون إن المرحلة الرئيسية للهجوم المضاد لم تبدأ بعد.
ويبدو أن كلا الجانبين تكبد خسائر فادحة في القتال في الآونة الأخيرة ويقول كلاهما إن الجانب الآخر أكبر.
وأعدت أوكرانيا مجموعة من الوحدات العسكرية الجديدة للهجوم المضاد، في حين أن ألويتها صمدت أمام هجوم الشتاء الروسي في الشرق.
وفي معرض باريس الجوي اليوم الاثنين، قال سيرجي بوييف، نائب وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني، لرويترز إن أوكرانيا تجري محادثات مع مصنعي الأسلحة الغربيين لتعزيز إنتاج أسلحة من بينها الطائرات المسيرة، وربما حتى في أوكرانيا.
وأودى الصراع بحياة الآلاف من المدنيين، ودمر بلدات ومدنا، وأجبر ملايين الأشخاص على ترك منازلهم، بينما زاد التضخم العالمي وأعاد تشكيل الترتيبات الأمنية.
وتقول روسيا إنها غزت أوكرانيا “لتطهيرها من النازيين” وهي حجة تصفها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بأنها واجهة تخفي وراءها الرغبة في الاستيلاء على الأراضي.
وقال مشرعون في السويد التي تقدمت بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي العام الماضي في أعقاب الغزو، الاثنين إن روسيا تعتبر حاليا تهديدا طويل الأمد للأمن الأوروبي والعالمي.