وتبذل أوكرانيا مساعي كبيرة للانضمام للحلف بالتوازي مع تأييد واسع زادت وتيرته مؤخرا من أميركا وعدة دول أوروبية، قابلتها روسيا بالتهديد بـ”عواقب وخيمة”.

أوستن بأوكرانيا

وخلال زيارته لكييف الثلاثاء الماضي، هاجم وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، روسيا، داعيا إياها إلى إنهاء العدوان على منطقة القرم والتوقف عن زعزعة الاستقرار في منطقة البحر الأسود وحدود أوكرانيا.

وردًا على سؤال عن اعتراضات روسيا على انضمام أوكرانيا إلى الناتو، قال أوستن إنه لا توجد دولة ثالثة لديها فيتو ضد تطلعات كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

باتت مسألة وقت

تصريحات وزير الدفاع الأميركي لاقت رواجا كبيرا في الإعلام الأوكراني، الذي أكد أن مسألة انتساب كييف إلى حلف شمال الناتو باتت أمرا مفروغا منه.

وسائل الإعلام الروسية أيضا لم تستبعد حصول نظام الحكم الأوكراني على عضوية حلف شمال الأطلسي، لاسيما وإن الولايات المتحدة الأميركية تبقى حريصة على توفير الدعم اللازم لتطوير وتعزيز القوات المسلحة التابعة لنظام الحكم الأوكراني.

ومنذ عام 2014، خصصت الولايات المتحدة 2.5 مليار دولار من المساعدات للقوات المسلحة الأوكرانية، بينها أكثر من 400 مليون دولار في عام 2021 وحده، بحسب تصريحات سابقة للرئيس الأميركي جو بايدن.

ويطالب الغرب منذ سنوات أوكرانيا بذل مزيد من الجهود فيما يخص محاربة الفساد والسعي من أجل إدارة أفضل من أجل تعزيز التعاون مع الحلف الأطلسي.

وفي ديسمبر 2020، أعلنت أوكرانيا أنها تأمل بالانضمام عام 2021 إلى خطة العمل تمهيدا للدخول إلى حلف شمال الأطلسي.

وفي أبريل الماضي، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتسريع آلية انضمام بلاده إلى الناتو والاتحاد الأوروبي في ظل التهديدات الروسية.

غضب روسي

وردا على تصريحات أوستن، قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو إن الإمدادات الغربية من الأسلحة إلى أوكرانيا لن تسهم في تسوية الصراع شرقي البلاد.

وأضاف رودينكو، في تصريحات لإعلام روسي، أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” ستكون خطوة خطيرة للغاية، وسترغم موسكو على الرد، موضحا أن موسكو حذرت الحلف من عواقب وخيمة محتملة لهذه الخطوة التي وصفها بـ”الخطيرة”.

وتابع: “بما أن هناك مفاوضات تجري بين الناتو وأوكرانيا، فإن الأمر متروك لهما لتقرير ما هو مطلوب، لكننا حذرنا من أن أي خطوة ستكون لها عواقب، والناتو يعرف موقفنا بشأن أوكرانيا.”

تصاعد الحديث عن قرب انضمام أوكرانيا إلى الناتو يأتي في ظل أزمة تضرب العلاقات بين روسيا والحلف بعد إعلان موسكو، الاثنين، تعليق عمل بعثتها لدى حلف شمال الأطلسي وإغلاق مكتب الارتباط التابع للناتو بموسكو، بعد سحبه أوراق اعتماد 8 مندوبين روس.

حالة من عدم اليقين يعيشها العالم وسط تراشقات روسيا وحلف الناتو، ما بين تهديدات بالتصعيد ومحاولات تهدئة، مما أفرز سيناريوهات متضاربة حول مصير العلاقات.

5 خطوات روسية محتملة

الخبير العسكري الروسي، فيكتور بارانيتس، قال في تصريحات صحفية، إنه في حال انضمام أوكرانيا لحلف الناتو سيخلق ذلك كثيرا من المتاعب، لكن روسيا لديها ما ترد به.

وأضاف: “أولاً، يمكن لروسيا إنشاء قاعدة عسكرية في كوبا، وثانيا، نشر مواقع عسكرية في فنزويلا، وثالثا، التعاون بشكل أوثق مع إيران، العدو الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ورابعا، إعادة العلاقات السياسية والاقتصادية مع كوريا الشمالية”.

أما الخطوة الخامسة فهي الأخطر، بحسب بارانيتس، “يمكننا الاتفاق مع بكين على تشكيل تحالف عسكري رسميا”.

كارت أحمر

الصحفي الإيطالي، ماسيميليانو بوكوليني، قال إن زيارة أوستن لأوكرانيا كانت إشارة واضحة عن مدى التوتر في العلاقات الأميركية والروسية وكذلك بين موسكو وحلف الناتو.

وأضاف بوكوليني، في حديث لـ”سكاي نيوز” عربية، أن الزيارة زادت مساحة التباعد بين الطرفين حيث شهدت تصريحات متكررة مؤخرا من واشنطن تشمل انتقادات وهجوما مباشرا على روسيا في مقابل دعم واسع لكييف ما أغضب موسكو.

واعتبر أن نهج أميركا تجاه روسيا يلاقي دعما أوروبيا بعد أزمات بين الجانبين، ومؤخرا شهدت العلاقات الأوروبية الروسية توترات كان أكثرها حدة طرد بعض السفراء من الجانبين من جراء تهم تجسس.

حلف مع الصين

وحول الخطوات المتوقعة من روسيا حال انضمام أوكرانيا، وصف بوكوليني الأمر بأنه سيكون بمثابة “كارت أحمر” حيث ستنهي روسيا علاقتها بالناتو عبر إنهاء الاتفاقيات الأمنية ومجالات الشراكة بين الجانبين.

وأشار إلى أن روسيا ستواصل استفزازاتها تجاه الولايات المتحدة بزيادة العلاقات مع الغريم التقليدي وهو الصين، فيما استبعد إمكانية تدشين حلف عسكري مواز معها.

skynewsarabia.com