ووفق محللين فإن الطائرات المسيرة تتميز بأن تكلفة تشغيلها أقل من الطائرات الحربية التقليدية، ويمكنها تنفيذ هجمات ضد أهداف حيوية في مهام انتحارية، أو حتى ضرب العدو والعودة إلى قواعدها، لكنها تتفاوت في قوتها وفقا لعدة معايير، والتي من أبرزها مدى الطائرة وزمن التحليق المتواصل والتسليح، إضافة إلى تقنيات الرصد والاستطلاع.
وقال فيدوروف بمنشور على تويتر، إن “هذا الإعلان تم بالاشتراك مع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية.. نقوم بإنشاء أول جيش من الطائرات المسيرة في العالم”.
وأضاف أن “الهدف الأولي هو شراء 200 طائرة مسيرة تنقذ الأرواح وتساعد على القتال”، داعيا إلى التبرع بالمال لشراء الطائرات، أو لمن لديهم طائرات مسيرة إلى إرسالها للجيش.
وخلال الحرب، أنشأ هواة هذه الطائرات مجموعة على “فيسبوك” تضم أكثر من 15 ألف عضو، يتداولون نصائح حول كيفية مساعدة القوات الأوكرانية، حيث تمتلك كييف مجتمعا مزدهرا من الخبراء في هذا المجال، بعضهم تلقى تعليمه بجامعة الطيران الوطنية أو جامعة كييف التقنية.
وتلك الخبرة ترسخت لدى الأوكرانيين، بسبب النزاع طويل الأمد مع الانفصاليين بشرق البلاد، وهو ما يجعلهم قادرين على نقل تلك الخبرات للصراع الحالي مع روسيا، كما حصلت أوكرانيا على طائرات مسيرة من عدة دول، ومنها “سويتش بليد” الانتحارية وطائرات كاميكازي أميركية وبيرقدار التركية.
نجاحات كبيرة
وحول أهمية الدرونز، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إن الطائرات المسيرة حققت نجاحات كبيرة لأوكرانيا في الحرب كان أبرزها “بيرقدار” التركية التي جعلت الغلبة لكييف في حرب المعلومات ومكنتها من استهداف الأرتال والدبابات الروسية وخاصة في الشمال نظرا لطبيعة التضاريس حتى انسحبت موسكو واتجهت للشرق خشية مزيد من الخسائر.
وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الطائرات المسيرة رغم أنها تعد أهدافا سهلة للجيوش المتطورة التي تمتلك أنظمة دفاع جوي قوي إلا أن نجاحتها في أوكرانيا جعلت الغرب يغير من استراتيجياته ويضعها ضمن المساعدات العسكرية، لافتا إلى أن الدرونز خلقت مفهوما جديد للقوة بعد الدور الذي لعبته في الدفاع عن المدن الأوكرانية.
وأشار إلى أن الدرونز يكمن سر جاذبيتها إلى حد كبير في انخفاض تكلفتها نسبيا وسهولة استخدامها وقلة أضرارها فهي بدون طيار وخسائرها زهيدة، لكن كل ذلك ليس سوى جانب ضئيل من القوة النارية المستخدمة ضد الجيش الروسي.
وأوضح أنها أيضا ساهمت في توثيق الدمار الهائل الذي ألحقته المدفعية الروسية بمدن مثل ماريوبول، وأيضا لتشتيت الانتباه حيث تتحدث تقارير أن طائرة بدون طيار شتت انتباه السفينة الحربية الروسية “موسكفا” عن صاروخين أُطلقا لإغراقها.
وتابع: “أثبتت أوكرانيا أن طائرات الدرون أداة مفيدة للغاية، حيث توجهت الحكومات الأوروبية، للحكومة الأميركية وشركات الصناعات الدفاعية، بقائمة مشتريات من الأسلحة تشمل طائرات مسيرة وصواريخ وأنظمة دفاع صاروخي”.
ووفق صحيفة “دايلي بيست” فإن طائرات كاميكازي بدون طيار بعيدة المدى تشكل تهديدا جديدا لروسيا. ويمكن لهذه الطائرات المسيّرة أن تقطع مئات الأميال دون الحاجة إلى مشغل، وهي صغيرة بما يكفي للتهرب من الدفاع الجوي الروسي، المصمم للكشف عن الطائرات المقاتلة والصواريخ والاشتباك معها.
وأوضحت أن أكبر مصدر للقلق لروسيا هو أن أوكرانيا قادرة على صنع هذه المنتجات بثمن بخس وبسهولة. ويمكن شراء هياكل الطائرات والمحركات وأنظمة التوجيه تجاريا وتجميعها دون الكثير من الخبرة التقنية.
وأشارت إلى أنه “يمكن أن تلحق أضرارا بملايين الدولارات إذا اصطدمت بخزان وقود أو أشعلت النار في سفينة بحرية راسية، واعتمادا على التكلفة النهائية للطائرة، يمكن أن تكون أرخص من الصواريخ التي ستستخدمها روسيا لإسقاطها”.