وحث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الغرب على التوقف عن العبث مع روسيا وفرض عقوبات أشد على موسكو لإنهاء “حربها” في أوكرانيا، مضيفا أن بلاده ستظل مستقلة.
وأضاف زيلينسكي: “ما زال بالإمكان وقف الأحداث الكارثية التي تتكشف إذا تعامل العالم مع الوضع في أوكرانيا، كما لو كان يواجه الموقف نفسه، إذا لم تعبث القوى مع روسيا وضغطت بالفعل لإنهاء الحرب”.
واشتكى الرئيس الأوكراني من الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول فرض المزيد من العقوبات على روسيا، وتساءل عن سبب السماح لبعض الدول بعرقلة الخطة.
وتأتي تصريحات زيلينسكي في ثاني يوم على التوالي يوجه فيه انتقادات حادة لنهج العالم في التعامل مع العملية العسكرية الروسية.
الحزمة السادسة
وتصاعدت انتقادات زيلينسكي لأوروبا في الأيام الماضية مع تحرك الاتحاد ببطء نحو فرض حظر محتمل على النفط الروسي، ومع محاولة آلاف الجنود الروس تطويق مدينتين رئيسيتين في شرق البلاد، هما سيفيرودونتسك وليسيشانسك.
وعن الانتقادات الأوكرانية للنهج الأوروبي في التعامل مع ملف الحرب، يقول المحلل السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي، إن الاتصالات تتواصل بين العواصم الأوروبية لتقييم ما إذا كان يمكن التوصل إلى حل وسط، بشأن الحظر النفطي في قمة القادة الأوروبيين يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.
وتابع المحلل السياسي الإيطالي، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يبدو لي أن الوضع هو هذا.. هناك زوبعة من الاجتماعات في بروكسل بشأن الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا، ونتيجة لتلك الخلافات لم ينعقد اجتماع سفراء الـ27، لكن يُقال إن مشاورات جماعية منفصلة أجراها ممثلو الدول الأعضاء”.
وأوضح روفينيتي: “في الوقت الحالي لم يتم ذكر الحزمة السادسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي في مسودة نتائج القمة الأوروبية، هذا لأن هناك حساسيات يجب التغلب عليها وهناك انقسام بالفعل في أوروبا”.
ويناقش الاتحاد الأوروبي حزمة سادسة من الإجراءات العقابية تشمل فرض حظر على واردات النفط الروسية. وتتطلب الخطوة إجماع الدول الأعضاء، لكن هنغاريا تعارض الفكرة في الوقت الراهن على أساس أن اقتصادها سيعاني كثيرا.
وواصل رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، عرقلة جهود الاتحاد لفرض حظر تام على النفط الروسي بشكل تدريجي، معتبرا أن رغبة الاتحاد الأوروبي فرض حظر على واردات النفط الروسية تجاوز مرفوض، مضيفا أن هنغاريا وافقت على الحزم الخمس الأولى من العقوبات، لكنها أوضحت منذ البداية أن هناك “خطا أحمر” هو حظر الطاقة.
ويعني الموقف الهنغاري إفشال الإجماع المأمول على الحزمة الجديدة بين الدول الـ27 أعضاء الاتحاد.
وتعليقا على ذلك اعتبر عمرو الديب، مدير مركز خبراء رياليست ومقره روسيا، أن ما أعلنته بودابست من رفض لحزمة العقوبات السادسة في أساسه يعكس موقفا أوروبيا، لكن لا تستطيع دول الاتحاد إعلانه صراحة نتيجة للضغوط الأميركية والبريطانية.
ماذا يريد زيلينسكي؟
هجوم التصريحات الأوكرانية على أوروبا توالى خلال الأيام الماضية بعد تحقيق روسيا مكاسب على الأرض وسقوط ماريوبول، وهنا يقول المحلل السياسي الإيطالي روفينيتي: “كل ما تريده أوكرانيا من أوروبا، باختصار هو السلاح وليس العقوبات فقط”.
وبيّن روفينيتي أن “توسيع المطلب الأوكراني حول السلاح يعني أيضا الانحياز السياسي الأعمى ضد روسيا، حتى الآن يتم إمداد أوكرانيا بالسلاح، لكن بأنواع معينة دون إشعال الموقف أو تأزيمه بشكل أكبر”.
وأشار المحلل السياسي الإيطالي إلى أنه: “لا نعلم إلى متى سيستمر هذا الموقف من الدعم في ظل طلب أوكرانيا المتزايد للسلاح، لكن الخطر هو الاستنزاف بسبب بعض الانقسامات والاختلافات الموجودة في أوروبا، فمن المؤكد أن الدول الشرقية ليس لديها نفس الخط، مثل إيطاليا أو فرنسا وألمانيا مع روسيا، وهذا ما ظهر جليا في تطبيق حزمة العقوبات السادسة”.
وكانت أوروبا بقيادة الولايات المتحدة قد زودت بالفعل أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى مثل مدافع الهاوتزر إم 777 من واشنطن، وصواريخ هاربون المضادة للسفن من الدنمارك، بخلاف الإعلان عن دراسة تزويد كييف بمنظومة صاروخية يمكن أن يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.
وفي ظل الانتقاد الأوكراني لأوروبا، ناشد الرئيس الأوكراني الغرب، في وقت سابق الجمعة، بإرسال أنظمة إطلاق صواريخ متعددة إلى أوكرانيا في أقرب وقت ممكن لمنحها فرصة صد الهجوم الروسي في دونباس.
وذكر زيلينسكي: “نحن نكافح من أجل حصول أوكرانيا على كل الأسلحة اللازمة لتغيير طبيعة القتال والبدء في التحرك بشكل أسرع وبثقة أكثر في اتجاه طرد المحتلين”.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، وعقب الاستغاثة الأوكرانية، ذكرت صحف أميركية أن واشنطن ستزود أوكرانيا بأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة “MLRS“، التي تعد الأكثر طلبا من المسؤولين الأوكرانيين.
وتأتي أنظمة صاروخية بعيدة المدى كجزء من حزمة كبيرة من المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا، والتي يمكن الإعلان عنها رسميا في بداية الأسبوع المقبل.