وبالفعل، وصلت إلى الجيش الأوكراني المئات من هذه الطائرات المسيّرة الأميركية، التي وُصفت بعضها بـ”الانتحارية”، لكن القليل منها لُمح في ميدان الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب تقرير جديد.
ويقول موقع “ميليتري” الإخباري المعني بالشؤون العسكرية في الولايات المتحدة إن غالبية هذه الطائرات المسيرة جاءت من مخازن الجيش الأميركي، لكن بعضا منها شركات التصنيع فورا.
حزمة الطائرات الانتحارية
ومن بين هذه الطائرات، طائرة “فونيكس غوست” (شبح النعقاء)، التي أعلنت الولايات المتحدة تقديم 120 واحدة منها إلى كييف في أبريل الماضي، ضمن حزمة مساعدات عسكرية كشف عنها حينها الرئيس جو بايدن وبلغت تكلفتها 800 مليون دولار.
وكان سلاح الجو الأميركي يعمل على تطوير هذه الطائرة قبل اندلاع الحرب، لكن بمجرد اندلاعها قرر البنتاغون أنها ستكون مناسبة لخوض الصراع في أوكرانيا، وبدأ في إجراء تعديلات عليها لمراعاة احتياجات القوات الأوكرانية.
ونظرا لقلة المعلومات المتوفرة عن هذه الطائرات، يسود اعتقاد أنها مصمم لتنفيذ هجوم واحد، تصطدم فيه بالهدف، لذلك أطلق موقع “ميليتري” اسم “كاميكازي” عليها، وهو الاسم الذي استخدم للإشارة إلى هجمات الطيارين اليابانيين الانتحارية إبان الحرب العالمية الثانية.
لكن وزارة الدفاع الأميركية لمّحت إلى أن مهمات هذه الطائرة “ليست مصممة فقط للعمليات التكتيكية” مما يعني أنها قد تستخدم في الرصد والمراقبة.
ولا تحتاج هذه الطائرة إلى جهود كبيرة، فبوسع الجنود الموجودين على الجبهة إطلاقها، وتحلق هذه الطائرة في رحلة قصيرة نسبيا تنتهي بالاصطدام بالهدف المرصود.
وفي أبريل، قال متحدث باسم البنتاغون إن هذه الطائرة شبيهة بطائرة “سويتش بليد” الهجومية وغير المأهولة التي بدأ الجيش الأميركي في إرسالها إلى أوكرانيا.
أرقام عن الطائرات الأميركية المسيّرة في أوكرانيا
- يقول موقع “ميليتري” إنه جرى إرسال أكثر من 700 طائرة (شبح النعقاء) إلى أوكرانيا.
- بشكل عام، أرسل الجيش الأميركي أو التزم بإرسال أكثر من 200 طائرة مسيّرة إلى أوكرانيا.
- في أبريل، أكد البنتاغون إرسال 100 طائرة مسيرة من طراز “سويتش بليد” إلى أوكرانيا.
ورغم ذلك الكم الهائل من الطائرات المسيّرة الذي وصل إلى أوكرانيا، إلا أنها لم تظهر بشكل كبير في ساحات القتال ضد القوات الروسية.
وتتناقض معلومات هذا التقرير مع حديث كييف في يوليو الماضي عن نضوب مخزونها من الطائرات المسيّرة.
من جانبه، يقول الجيش الروسي إن قواته دمرت حتى يوليو الماضي أكثر من 1600 طائرة مسيّرة أوكرانية.
ولم يذكر الموقع الأسباب التي أدت إلى عدم نجاح كييف في توظيف ما لديها من أسلحة متطورة وصلت إلى الغرب، غير أن الكشف عن هذه المعلومات يعني أن أوكرانيا تواجه مشاكل لوجستية تعيق استخدام الأسلحة حتى لو كانت بحوزتها.
الطائرات بدون طيار هي مجرد جزء من جهد هائل بقيادة الولايات المتحدة لتحسين قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها في أعقاب حرب عام 2014.