ومنذ تولي السلطة في أبريل 2018، قام أبي أحمد بإصلاحات لم يسبق لها مثيل، أنهى حالة الحرب مع إريتريا المجاورة وبسبب ذلك حصل على جائزة نوبل للسلام في 2019، كما أفرج عن سجناء سياسيين، ورفع الحظر عن أحزاب.

وحاكم أبي أحمد مسؤولين متهمين بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، لكن العنف العرقي لم يتوقف، بل اندلع في مناطق كثيرة.

كما يعد أبي أحمد أول رئيس وزراء مسلم يرأس حكومة في إثيوبيا، وهو مولود لأب مسلم من عرقية أورومو، وأم مسيحية من عرقية أمهرة، ومتزوج من مسيحية أمهرية، بحسب مواقع متخصصة في الشأن الأفريقي.

وشهدت إثيوبيا العام الماصي محاولة انقلابية في منطقة أمهرة قتل على إثرها مسؤولون حكوميون، أبرزهم رئيس أركان الجيش سيري مكونن الذي ينتمي لقومية التيغراي.

وحينها قال المحللون إن هذه المحاولة كانت تستهدف إضعاف أبي بالأساس الذي شكل بتحالفه مع سيري أهمية خاصة، حيث أبي المنتمي لقومية الأورومو ومكونن المنتمي لقومية التيغراي التي سبق وأن استأثرت بالسلطة في البلاد.

وتشهد إثيوبيا منذ الاثنين الماضي اضطرابات دامية تسلط الضوء على الانقسامات المتنامية في قاعدة أبي وسط أبناء عرق الأورومو، حيث يزداد تحدي النشطاء العرقيين للحكومة بعد أن كانوا حلفاء لها.

ويسلط ما يحدث في إثيوبيا، التي يبلغ عدد سكانها نحو 110 ملايين نسمة وتتكون من تسعة مناطق عرقية ذات حكم ذاتي، الأضواء على القوميات المتعددة التي تنتشر في البلاد، ونستعرض أبرزها على النحو التالي:

قومية الأورومو

  • تعيش قبائل الأورومو في أوروميا بوسط إثيوبيا.
  • يشكلون نحو 34.5 في المئة من عدد السكان.
  • يتحدثون اللغة الأورومية.
  • يعملون بالزراعة والرعي.
  • يعتنق أغلبهم الدين الإسلامي.

قومية الأمهرة

  • يعيش الأمهريون شمالي إثيوبيا.
  • يشكلون نحو 26.9 في المئة من عدد السكان.
  • يتحدثون اللغة الأمهرية.
  • يعتنق أغلبهم الدين المسيحي.

قومية التيغراي

  • يعيش أغلب قبائل التيغراي شمالي البلاد.
  • يشكلون نحو 6.1 بالمئة من عدد السكان.
  • يعتنق أغلبهم الدين المسيحي.

الصوماليون

  • يعيش الصوماليون في منطقة أوغادين في شرق البلاد.
  • يشكلون نحو 6.2 بالمئة من عدد السكان.
  • يعتنق أغلبهم الدين الإسلامي.

 أسباب احتجاجات الأورومو؟

اعتادت عرقية الأورومو الشكوى من الاضطهاد الحكومي ضدها لعقود، وقادت احتجاجات مناهضة للحكومة السابقة على مدار ثلاث سنوات حتى إسقاطها.

وكانت مظاهرات اندلعت عام 2016 لزيادة الضغط على الحكومة، فلجأ الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف إلى تعييبن أبي رئيسا للوزراء عام 2018 بدلا من هايلي مريام ديسالين.

لكن احتجاجات الأورومو عادت من جديد، ليتكرر حديثهم عن التهمش.

وعلى مدار الثلاث سنوات السابقة، قادت قومية الأورومو احتجاجات مناهضة للحكومة، بسبب نزاع حول ملكية بعض الأراضي، واتسعت رقعة المظاهرات لتشمل المطالبة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان، وأدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف.

ووصف هاني رسلان الباحث والخبير في الشؤون الأفريقية الصراعات القومية في إثيوبيا على النفوذ والموارد بـ”الخطيرة”، قائلا إنها تعبر عن “خلافات سياسية متعددة، وتعكس الضغائن والإحساس بالظلم والاضطهاد بين العرقيات”.

والأسبوع الماضي، انتقد المغني الشهير هاشالو هونديسا (34 عاما) القيادة الإثيوبية في مقابلة مع شبكة إعلامية المملوكة لقطب الإعلام الإثيوبي جوهر محمد الذي أصبح بدوره منتقدا قويا لأبي بعد أن كان من أقوى أنصاره.

وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الاثنين،  قُتل هونديسا بالرصاص. وذكرت الشرطة أنها اعتقلت بعض المشتبه بهم، دون تفاصيل.

وأشعل قتل المغني احتجاجات دامية في عدة مدن للأورومو، كما هزت العاصمة أديس أبابا ثلاثة انفجارات، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، كما اعتقلت الشرطة جوهر، وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي لقومية الأورومو.

وكانت أغاني هاشالو تركز على حقوق عرقية الأورومو، وتحولت إلى هتافات في موجة الاحتجاجات التي قادت إلى سقوط رئيس الوزراء السابق في 2018.

ويتشارك كل من رئيس الوزراء وجوهر والمغني القتيل إلى عرق الأورومو. ويقول المحللون إن وصول أبي للسلطة لم ينصف عرقيته المهمشة لعقود.

وقال رسلان في تصريحات سابقة لموقع سكاي نيوز عربية إن “الشكل الظاهر لإصلاحات أبي لا تعكس التفاعلات الحقيقية الموجودة على الأرض. فأبي يحاول استبدال سيطرة الأورومو بالتيغراي”.

ولعل هذه النظرية تفسر محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت العام الماضي، وأسفرت عن مقتل رئيس أركان الجيش سيري مكونن وهو من عرقية التيغراي، على يد الجنرال أسامنيو تسيجي رئيس جهاز الأمن في ولاية أمهرة.

skynewsarabia.com