وحتى مع إدانة زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، العلنية، لدور ترامب في الهجوم على مبنى الكابيتول، فإن الحصول على ثلث أصوات السناتورات الجمهوريين للتصويت على إدانة ترامب رسميا، لن يكون مهمة سهلة.
ولا يزال ترامب يتمتع بشعبية كبيرة بين بعض الناخبين الجمهوريين، إذ يحافظ على نسبة تأييد في أوساطهم تبلغ 71 في المئة، بحسب استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك الأميركية بعد أعمال الشغب.
وإدانة ترامب في مجلس الشيوخ، ستمنعه من السعي إلى الحصول على أي منصب فيدرالي منتخب، وستعيد تشكيل الانتخابات التمهيدية الرئاسية للجمهوريين لعام 2024، والتي يتوقع حتى الآن، أن يكون ترامب مرشحا فيها.
لكن المحاكمة، التي ستجري بعد انتهاء ولاية ترامب، ستكون قائمة على الحسابات السياسية، سواء بالنسبة لأعضاء مجلس الشيوخ الساعين لإعادة انتخابهم، أو لأولئك الذين يفكرون بالترشح لمنصب الرئيس.
ويسيطر الجمهوريون الآن على مجلس الشيوخ، لكن الديمقراطيين سيحظون بالأغلبية بعد أن يؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن، اليمين الدستورية في 20 يناير. وستتساوى حصتا الحزبين بواقع 50 عضوا لكل منهما، مع صوت فاصل للديمقراطيين سيكون في يد نائبة الرئيس المنتخبة، كامالا هاريس.
وقد انتقد عدد قليل من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، ترامب، وأشاروا إلى أنهم سيكونون منفتحين على دعم الإدانة. لكن لتأمين نجاح التصويت، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأصوات، ويرجح أن تتجه الأنظار إلى الأعضاء المقبلين على التقاعد، أو الآخرين الذين ينظر إليهم على أنهم مؤسساتيون.
وذلك قد يكون صعبا، ويمكن أن يعود الأمر في المحصلة، إلى ماكونيل، الذي يتمتع بثقة كبيرة داخل تكتله السياسي. وتأييده لإدانة ترامب، قد يقود المزيد من السناتورات الجمهوريين المترددين إلى الحذو حذوه.
وبدا أن ماكونيل تخلى عن ترامب الأسبوع الماضي، حين وجه نداء يرفض جهود الرئيس لإلغاء الانتخابات، لكنه ليس في عجلة من أمره لإجراء المحاكمة، فقد أشار مكتبه إلى أنه لن يعيد مجلس الشيوخ للاجتماع قبل الثلاثاء 19 يناير، ما يعني أن المحاكمة ستنتهي خلال رئاسة بايدن، وفي ظل سيطرة الديمقراطيين على المجلس.
جمهوريون يرجح أن يدعموا إدانة ترامب:
– السناتور ميت رومني من ولاية يوتا، ينظر إليه على أنه الجمهوري الأكثر احتمالا لدعم الإدانة، وكان الوحيد الذي صوت لصالح عزل ترامب من منصبه في المحاكمة الأولى العام الماضي.
– السناتورة ليزا موركوفسكي من ألاسكا، والسناتور المتجه للتقاعد بات تومي من بنسلفانيا، قالا إن على ترامب الاستقالة.
– السناتورة الوسطية سوزان كولينز من ولاية مين، قد تكون بين مؤيدي الإدانة، وكذلك السناتور بن ساس من نبراسكا.
– عدد من السناتورات الذين هم في الثمانينيات وقد يتطلعون للتقاعد، من أمثال تشاك غراسلي من ولاية أيوا، وريتشارد شيلبي من ألاباما، وجيمس إنهوف من أوكلاهوما.
– عدد من أعضاء المجلس ممن انتقدوا محاولة ترامب قلب نتائج الانتخابات، بمن فيهم، روب بورتمان من أوهايو، وبيل كاسيدي من لويزيانا، والسناتور القريب من التقاعد ريتشارد بور من ولاية نورث كارولينا.
– السناتوران مايك لي من يوتا وراند بول من كنتاكي، قدما نفسيهما على أنهما “محافظان دستوريان”، ولم يكونا مستعدين للتصويت مع ترامب لإلغاء الانتخابات، حتى قبل أعمال الشغب في مبنى الكابيتول. لكنهما في العادة من داعمي ترامب.
وبين الحسابات السياسية، وأمزجة الناخبين، وتطور الأحداث خلال الأيام المتبقية، تبقى الأسئلة المهمة معلقة؛ وهي: هل سيصوت ماكونيل لإدانة ترامب؟ وهل سيدفع زملاءه الجمهوريين للتصويت إلى جانبه؟ وكم منهم سيكونون على استعداد لاتباعه؟