وصرّح أردوغان في أكتوبر خلال استقباله الزعيم القبرصي الشمالي إرسين تتار: “سيكون من الرائع الذهاب إلى فاروشا معا في نزهة. رأيتها على شاشة التلفزيون وأرغب في الذهاب إليها شخصيا”.
وأثار كلام أردوغان حفيظة حكومة قبرص التي نددت بانتهاك القانون الدولي، وكذلك العديد من القبارصة الأتراك الذين رأوا في ذلك تدخلا مباشرا في الانتخابات الرئاسية لصالح تتار الذي انتخب في 18 أكتوبر وهزم منافسه المنتهية ولايته مصطفى أكينجي الذي فترت علاقاته مع أنقرة.
وبعد عقود من الإهمال، أعيد في أوائل أكتوبر فتح شاطئ في المنتجع الساحلي القبرصي اليوناني الواقع على مشارف مدينة فاماغوستا الساحلية، علما أن فاروشا كانت وجهة للسياح الذين كانوا يقصدونها للاستمتاع بمياهها الصافية وأمسياتها الصاخبة.
واضطر الكثير من القبارصة اليونانيين أثناء الغزو التركي لشمال قبرص سنة 1974 لمغادرة فاروشا أمثال الناشط القبرصي اليوناني بافلوس ياكوفو والذي لم يدخل المدينة طيلة 45 عاما.
وفي حديث لـ”فرانس برس”، عبّر بافلوس عن حزنه لرؤية الجرافات وهي تعمل على تسوية الأرض في المدينة التي ولد فيها، مضيفا: “عندما ترى هذا، فإنك تدرك أنه لن يبقى شيء على حاله”.
وتابع بافلوس قائلا: “كنت أتمنى دائما أن تعاد فاروشا إلى سكانها أو وضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة يوما ما، لكنني لم أعد أصدق ذلك اليوم، ومواجهة هذا الواقع تشعرك بالاختناق”.
وعلى الرغم من وعود أردوغان باحترام حق الملكية في فاروشا، لا سيما من خلال التعويض الذي تدفعه شمال قبرص لمقدمي الطلبات المؤهلين، ما زال بافلوس متشككا، فطلبه للاسترداد والتعويض المقدّم إلى لجنة تم إنشاؤها لهذا الغرض ما زال بلا رد حتى اليوم.
دعوات مناهضة لزيارة أردوغان
وفي مؤشر على حدة الاستياء والغضب في الجزيرة من زيارة أردوغان، دعت 62 منظمة قبرصية يونانية وقبرصية تركية الخميس إلى إنهاء “إعادة فتح فاروشا من جانب واحد”.
وأكد الموقعون على النص المنشور باللغات التركية واليونانية والإنجليزية أن “الطبيعة الاحتفالية لهذا الافتتاح الذي يدوس على ذكريات ومعاناة سكان فاروشا، يجرح ضميرنا”.
كذلك تظاهر عدة مئات من الأشخاص الثلاثاء في شمال قبرص للتنديد بزيارة أردوغان المزمعة وهتفوا “لا نزهة على آلام الآخرين!” و”لا تدخل” و”في قبرص، القبارصة يقررون”.
جدير بالذكر أن قبرص قد قسّمت إثر غزو الجيش التركي ثلثها الشمالي في عام 1974 بعد انقلاب استهدف إعادة توحيد البلاد مع اليونان.
وتوجد في الجنوب جمهورية قبرص المعترف بها دوليا والعضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، فيما تعتمد “جمهورية شمال قبرص التركية” بشكل كبير سياسيا واقتصاديا على تركيا التي تنشر أكثر من 30 ألف جندي فيها.