وقال رئيس الوزراء السلوفاكي، إدوارد هيغر: “هذا قرار مسؤول قدمت بموجبه جمهورية سلوفاكيا، كدولة تدعم السلام والحرية وحماية حقوق الإنسان، المساعدة لأوكرانيا في الدفاع. نعتقد أن هذا النظام سيساعد في إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين الأبرياء“.

وأضاف أن نقل منظومة الدفاع الجوي “إس-300” إلى أوكرانيا، “لا يعني أن سلوفاكيا ستصبح جزءا من الصراع المسلح في هناك”. فيما لم يصدر حتى الآن أي تعليق روسي على الموضوع .

وإثر الإعلان السلوفاكي المفاجئ، تقدم الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالشكر لسلوفاكيا لإقدامها على تلك الخطوة، وسيعقب ذلك إعلان من قبل وزير الدفاع الأميركي، أن واشنطن “ستضع منظومة باتريوت للدفاع الجوي في سلوفاكيا”.

ويعتبر مراقبون وخبراء عسكريون هذه الخطوة، بمثابة “علامة على وجود تخوف من رد فعل موسكو، التي قد تعتبر هذا الإعلان السلوفاكي بمثابة عمل حربي ضدها”.

ويخشى مراقبون من أن تسهم هذه الخطوة السلوفاكية التي حظيت بمباركة أميركية، “بإشعال فتيل صراع أوسع في شرق أوروبا، وانتشار النار الأوكرانية في هشيم منطقة، لطالما كانت تقليديا خط تماس روسي أطلسي”.

كما اعتبروا أن “استهداف روسيا لسلوفاكيا سيعني دخول حلف الناتو في الحرب، والذي لطالما شدد على أنه سيتدخل عسكريا ضد روسيا، متى ما هاجمت موسكو أحد البلدان الأعضاء فيه”.

وللحديث عما يجري، واحتمالات توسع نطاق المواجهة لخارج أوكرانيا بين روسيا وحلف الناتو، يقول رئيس مركز صقر للدراسات، مهند العزاوي، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “عسكريا تعتبر صواريخ أرض – جو من طراز إس-300 نظاما فعالا لحماية المواقع الاستراتيجية من القصف الجوي، لكن في ظل تطور منظومات وتقنيات الدفاع الجوي الحديثة وتصنيع منظومة إس 500، يعتبر السلاح الممنوح من أسلحة الجيل الثالث”.

وتابع: “يعد هذا السلاح محدود التأثير والفعالية، في ظل تنوع وسائل الهجوم الجوي واستخدام أسلحة فرط الصوت والطائرات المسيرة، ولا ننسى أن هذا الجيل الثالث متوفر أصلا ضمن ترسانة الجيش الأوكراني، ولم ينجح في الحد من الهجمات الروسية“.

وأضاف: “على عكس الأسلحة الأميركية التي كانت هي الفعالة ضد القوات الروسية، كصواريخ جافلن ضد الدبابات وستنغر ضد الطائرات، وكاميكازي أو سويتش بليد ضد التجمعات، كطائرات انتحارية فعالة“.

ويبدو أن سلوفاكيا انتهزت فرصة الحرب في أوكرانيا لتجديد منظومتها الدفاعية المقرونة بحلف شمال الأطلسي، كما يشرح العزاوي، “للتخلص من إرث وبقايا السلاح الشرقي المتكدس لديها من الجيل الثالث، كمنظومة إس 300، تحت بند دعم ومساندة أوكرانيا”.

وتابع العزاوي: “سبق أن اشترطت سلوفاكيا لتسليم هذه المنظومة لكييف، الحصول على بديل عنه من الولايات المتحدة، وذلك خلال زيارة وزير للدفاع الأميركي لويد أوستن لسلوفاكيا، وفي حينها تساءل نظيره السلوفيني: كيف سنحدثها ونؤمن صيانتها ونوفر قطع الغيار لها، في حين أن الدولة القادرة على القيام بذلك والمالكة هي دولة معتدية، وأي تعاون مع هذا البلد مستحيل؟“.

والواضح، حسب الخبير العسكري والاستراتيجي، أن “سلوفاكيا حصلت على موافقة أميركية بتزويدها بأسلحة دفاعية أميركية بديلة لترسانتها الشرقية الروسية، وهذا يندرج ضمن توظيف الحرب لتأسيس أسواق للسلاح في دول شرق الناتو وأوروبا”.

وقال: “نجحت في مساعيها كما يبدو، لا سيما أن تسليم نظام الدفاع الجوي الاستراتيجي الوحيد لسلوفاكيا، من شأنه أن يحدث فراغا أمنيا داخل حلف شمال الأطلسي، مالم يعوض كما أسلفت“.

واسترسل الخبير العسكري، في شرح أبعاد وحيثيات عملية نقل منظومة إس 300 من سلوفاكيا لأوكرانيا، بالقول: “تعد عملية إيصال السلاح تحت التماس والنار عملية معقدة للغاية، ويمكن وصفها أنها حتى عملية حربية تشي بمشاركة سلوفاكيا فعليا بالحرب، من وجهة نظر روسيا”.

وفي هذا الصدد، نوه إلى أن “روسيا حذرت من قبل دول الناتو من التدخل في العملية العسكرية بأوكرانيا، لا سيما المجاورة منها لأوكرانيا، وتحديدا حذرت من تزويد كييف بهذه المنظومة الدفاعية“.

وعن رد الفعل الروسي المتوقع في ظل ما حدث، قال العزاوي: “تدخل سلوفاكيا وبولندا ودول البلطيق بشكل غير مباشر في الحرب، من المحتمل جدا أن يقود لتشكيل حلف شرقي مضاد، تنضم إليه الصين وعدد آخر من الدول، فضلا عن اتساع نطاقات الصراع السياسي والعسكري في أوكرانيا وشرق أوروبا ككل، فنحن حيال لعب بنار قد تحرق الجميع“.

skynewsarabia.com