وسيحتاج أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون إلى ما لا يقل عن أصوات 17 من زملائهم الجمهوريين، للانضمام إليهم لإدانة ترامب بأغلبية الثلثين، أي 67 صوتا من أصل 100، إذ يتقاسم الحزبان المجلس مناصفة، مع أغلبية للديمقراطيين يحققها صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس.
لكن قلة في الأوساط السياسية الأميركية من يرون أن ترامب يمكن أن يدان في مجلس الشيوخ، في حين أعرب الرئيس جو بايدن، الاثنين، عن اعتقاده بأنه لن تكون هناك أصوات كافية لإدانة سلفه في محاكمته بالمجلس، وذلك في مقابلة مقتضبة مع سبكة “سي إن إن”.
المحلل السياسي المحافظ، جون النايسو، قال في حديث لسكاي نيوز عربية، إن إدانة ترامب في مجلس الشيوخ ستكون شبه مستحيلة، وأضاف أن قناعة بايدن بهذا الخصوص، تدل على عمق تجربته السياسية.
“أعتقد أنه (بايدن) واقعي جدا، قد أختلف معه، لكنه أمضى سنوات طويلة في دهاليز الكونغرس والإدارة الأميركية، إنه رجل سياسة ويعرف جيدا كيف يقرأ الأمور لأنه يعرف كيف تتم”، يوضح إلنايسو، ويشدد على أن “المسألة ليست مجرد ولاءات والتزامات سياسية، بل حسابات”.
وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن حملة ضغط من حلفاء ترامب، لإقناع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بالتصويت ضد إدانة الرئيس السابق.
وسيسافر النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، مات غيتز، وهو حليف بارز لترامب، إلى وايومنغ هذا الأسبوع، للتنديد بالنائبة الجمهورية البارزة ليز تشيني، التي صوتت لعزل الرئيس السابق، وسط محاولة من نواب جمهوريين موالين لترامب، لإبعاد تشيني عن قيادة الحزب الجمهوري.
المرشح الجمهوري السابق لمجلس النواب الأميركي، مارك فارغاس، وصف في حديث لسكاي نيوز عربية، محاولة إدانة ترامب المرتقبة في مجلس الشيوخ بأنها خطيرة، وقال إنها “ستسبب ضررا للجمهوريين والديموقراطيين معا، فنحن نواجه ظروفا استثنائية، وبدل أن يركزوا على خطط الإنعاش لمساعدة الأميركيين والمضي قدما، يصرون على إعادتنا للوراء ومحاكمة شخص لم يعد في الإدارة”.
تشكيل “حزب ثالث”
ووسط أحاديث وتوقعات عن أن ترامب ينوي إنشاء حزب ثالث، قال مقربون من الرئيس السابق، إن الأمر لم يتم التخطيط له حتى الآن، لكنه قد يصبح حقيقة واقعة إذا نأى الحزب الجمهوري بنفسه عن ترامب.
وقال جيسون ميللر، أحد مساعدي حملة ترامب الانتخابية، والذي يقدم الآن المشورة للرئيس السابق بشأن عزله، إن لا شيء يجري التخطيط له، “لكن الأمر متروك تماما لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، إذا أصبح الأمر أكثر خطورة”.
ونقل موقع “بوليتيكو” عن السناتور الجمهوري كيفن كريمر، أن ترامب “أراد أن أعرف، بالإضافة إلى آخرين، أن الرئيس (السابق) جمهوري، ولم يؤسس حزبا ثالثا، وأن أي شيء سيقوم به سياسيا في المستقبل، سيفعله كجمهوري”، مؤكدا أن “الحزب الجمهوري لا يزال يدعم هذا الرئيس بأغلبية ساحقة”.
خمسة جمهوريين فقط قد يؤيدون إدانة ترامب:
وقد أرسل مجلس الشيوخ إشارة قوية، الثلاثاء، على عدم توفر الأصوات الكافية لإدانة ترامب في محاكمة عزله، عندما رفض خمسة فقط من مشرعي الحزب الجمهوري، محاولة السناتور راند بول، إعلان عدم دستورية المحاكمة المرتقبة.
وصوت مجلس الشيوخ بأغلبية 55 صوتا مقابل 45 صوتا ضد اقتراح بول، وانحاز جميع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى المقترح، باستثناء خمسة منهم، وهم: ميت رومني من ولاية يوتا، وبن ساس من نبراسكا، وسوزان كولينز من مين، وليزا موركوسكي من ألاسكا، وبات تومي من بنسلفانيا، ما يؤشر حتى الآن، على أن ترامب يتجه نحو تبرئة ثانية.
