وأشار المراقبون إلى أن هذه التصريحات “تكاد تكون المرة الأولى التي تتحدث بها موسكو صراحة عن نيتها في إسقاط الرئيس الأوكراني، وأن ذلك قد يعني مجددا تفعيل جبهة كييف وامتداد المعارك لتطال غرب أوكرانيا وشمالها، حيث كادت أن تكون مقتصرة على المناطق الشرقية والجنوبية على البحر الأسود”.
فيما رأى محللون آخرون أن هذا التصريح الروسي هو “بالون اختبار وتلويح، الهدف منه دفع زيلينسكي لتقديم تنازلات لموسكو، والكف عن المطالبة باسترجاع المناطق التي سيطر عليها الجيش الروسي في الشرق والجنوب الأوكرانيين”.
وتعليقا على مغزى كلام لافروف حول إطاحة زيلينسكي وانعكاساته على مجرى الحرب ومآلاتها، يقول الخبير الاستراتيجي والباحث بمعهد ستيمسون للأبحاث عامر السبايلة، إن “هناك اعتبارات رمزية تقف خلف هذا الموقف الروسي الجديد-القديم، بمعنى أن زيلينسكي يمثل المحور الغربي بل هو أقرب ما يكون واجهة لذلك المحور داخل أوكرانيا”.
ويكمل السبايلة في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لهذا تسعى روسيا جاهدة لتغييره كونها لا ترغب بوجود حكومة تمثل المصالح الغربية في كييف، وهكذا في ظل تعقد الأزمة واستمرار الحرب على مدى نحو نصف عام دون بوادر حل دبلوماسي وسياسي، فإن تغيير زيلينسكي بات أمرا صعبا كونه تحول لما يمكن اعتباره عنوانا ورمزا للصراع بين المحورين الروسي والأطلسي”.
ويضيف المتحدث: “إثارة روسيا لهذا الموضوع مجددا الهدف منه بلا شك التصعيد الدبلوماسي والتلويح بالخيارات الأقصى، وبالتالي فهي محاولة لإلقاء الكرة في الملعب الأوكراني من زاوية أن التغيير السياسي الداخلي بأوكرانيا سيقود لنهاية الحرب وحقن الدماء، فيما يتحدث زيلينسكي في المقابل عن المستقبل وعن إعادة الإعمار ما يشي أنه ليس مستعدا لترك الساحة السياسية كما تطرح موسكو، وهكذا سيشتعل الصراع بين الطرفين أكثر، وربما يكون شخص زيلينسكي ومسألة بقائه أو تنحيه من أبرز القضايا المطروحة للنقاش وللشد والجذب في ظل دخول الحرب شهرها السادس”.
من جهة أخرى، يقول الكاتب والمحلل السياسي جمال آريز إن “هذا الكلام ليس جديدا تماما، حيث لا ننسى أنه قبيل بدء الحرب وفي بدايتها، كان الخطاب الروسي يركز على ما يسميه إسقاط حكومة النازيين في كييف، وإن تم طبعا تخفيف حدة هذه النبرة مع تواصل الحرب، وإخفاق الروس في السيطرة على العاصمة الأوكرانية في زمن قياسي كما كان متوقعا”.
ويضيف آريز في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “عودة الروس للحديث عن إسقاط زيلينسكي مجددا، ربما تمثل مقدمة لتفعيل الخطة الروسية الأولى التي كانت تهدف بالفعل لإسقاط حكومة كييف وإحلال نظام آخر فيها يكون مواليا لروسيا ومتصالحا معها، خاصة بعد استتباب الأمر الواقع العسكري والإداري لهم في مناطق واسعة من شرق أوكرانيا وجنوبها مثل دونباس وخيرسون، وهو ما يدفع موسكو على ما يبدو للتفكير في اعتماد خيار بسط السيطرة على كامل أوكرانيا وإسقاط زيلينسكي، الذي قد يغدو عنوان المرحلة الثالثة من الحرب بمساوماتها وصفقاتها، والذي أسماه لافروف الهدف الأسمى”.
وكان لافروف، خلال حديثه في قمة جامعة الدول العربية في القاهرة، قال إن “موسكو عازمة على مساعدة الأوكرانيين على تحرير أنفسهم من عبء هذا النظام غير المقبول على الإطلاق”.
واتهم لافروف كييف و”حلفاءها الغربيين” بترويج دعاية تهدف إلى جعل أوكرانيا “العدو الأبدي لروسيا”.
وأضاف: “سيستمر الشعبان الروسي والأوكراني في العيش معا، وسنساعد الأوكرانيين بالتأكيد على التخلص من النظام المعادي للشعب وللتاريخ”.