يرى باحث سياسي وكذلك معارض من مالي تحدّثا لموقع “سكاي نيوز عربية”، في قرار مجلس الأمن إنهاء بعثة “ميونسما” شرارة لتغيرات أمنية وسياسية قادمة، منها “كتابة شهادة وفاة” لاتفاق الجزائر للسلام الموقع بين الحكومة وحركات إقليم أزواد (الواقع شمال البلاد)، واتساع الفرصة أمام تنظيمي داعش و”نصرة الإسلام والمسلمين” الإرهابيين لزيادة الهجمات على القوات الحكومية والسكان.

وأنهى مجلس الأمن، الجمعة، مهمة البعثة الأممية على أن يتم ذلك خلال 6 أشهر، بعد أن تقدم وزير الخارجية المالي بطلب “انسحابها فورا”، متهما إياها بالفشل، وبتسببها في زيادة التوترات الطائفية.

مكاسب وخسائر

بنظرة إلى المستقبل، يرصد أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، تأثير قرار مجلس الأمن على حالة مالي الداخلية، وعلاقاتها الخارجية، بالقول:

  • حكومة باماكو أمام تحدي استمرار اتفاق الجزائر، وسط توقعات بإعلان انتهاء هذا الاتفاق وانتظار الرئيس المنتخب القادم للدخول في مفاوضات بشأن اتفاق جديد.
  • البعثة الأممية كانت الضامن لتنفيذ اتفاق الجزائر المجمّد منذ توقيعه عام 2015، وبات الآن في حالة الوفاة “إكلينيكيا”.
  • انسحاب “مينومسا” يدعم المجلس العسكري الحاكم؛ باعتبار أن المجلس حقق أهدافا وطنية بطرد القوات الفرنسية، والآن إنهاء عمل البعثة الأممية، بجانب تمرير الدستور الجديد؛ مما يعزز صورة الاستقلال الوطني.
  • الحكومة المالية تعتمد على حلفاء جدد، هم روسيا والصين.
  • في المقابل، سيتصاعد صوت الحركات الإسلامية، والتي ستستفيد من هذه التطورات في أخذ فرصة لاكتساب الشرعية، بتوجيه سهام نقدها للعلمانية في الدستور الجديد.

حرب تلوح

ممثل “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” في موريتانيا، السيد بن بيلا، يعتبر قرار مجلس الأمن بإنهاء البعثة الأممية ” إلغاء ضمنيا لاتفاق الجزائر”.

ويرجح بن بيلا أن انسحاب البعثة “سيعيد إشعال فتيل الحرب بين باماكو والمرتزقة الروس (مجموعة فاغنر) من جهة، والحركات الأزوادية المسلحة من جهة أخرى، والتي ستسعى إلى حق تقرير المصير لإقليم أزواد”.

“الحركة الوطنية لتحرير أزواد”، إحدى الحركات المسلحة في أزواد، وسبق ودخلت في معارك ضد الحكومة منذ عام 2012؛ سعيا للاستقلال بحكم الإقليم، انتهت بتوقيع اتفاق الجزائر الذي ينص على وحدة أراضي البلاد، مع إشراك حركات أزواد في الحكم، لكن لم يتم تنفيذ الكثير من البنود.

تصاعد الإرهاب

يتوقع آغ إسماعيل أن يصعّد داعش هجماته أكثر بعد انسحاب “مينوسما”، كما فعل بعد انسحاب القوات الفرنسية في أغسطس 2022.

لم تسجل مجموعة “فاغنر” الروسية نجاحا يذكر في مكافحة الحركات الإرهابية، منذ استعانة الحكومة بها لأجل هذه المهمة؛ عوضا عن القوات الفرنسية المنسحبة.

يتنافس تنظيما “نصرة الإسلام والمسلمين، و”داعش” على تأسيس ما يدعيان أنها “دولة الخلافة”، ويعد التنظيم الأول الأكثر انتشارا.

وأوضحت دراسة للمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية أن الدلائل تشير إلى أزمة وشيكة في مالي، و”إن انفلت الوضع سينسحب ذلك على دول غرب إفريقيا المجاورة”.

أصحاب الخوذة الزرقاء في مالي

  • تولّت بعثة “مينوسما” مهمتها بتكليف من مجلس الأمن عام 2013 لإنقاذ مالي من الانهيار أمام ضغط الحركات الإرهابية.
  • تتكوّن من 13 ألف جندي وشرطي، ولديها نحو 10 قواعد منتشرة في مالي، مع معداتهم وطائرات الهليوكوبتر والعربات المدرعة.
  • توترت علاقتها بباماكو في 2022، حتى طردت السلطات المتحدث باسم البعثة، أوليفييه سالغادو، بعد اتهامه بنشر “معلومات غير مقبولة” بشأن احتجاز جنود من ساحل العاج في مالي.

skynewsarabia.com