وقال التقرير إن المشغل تصرف من دون تلقي أمر عسكري، في محاولة لرفع المسؤولية عن التسلسل القيادي في القوات الإيرانية، مما أثار انتقادات من أوكرانيا وكندا اللتين خسرتا العديد من مواطنيهما في الحادث.
ورأت كييف في التقرير محاولة “لإخفاء الأسباب الحقيقية” للكارثة الجوية، بينما اعتبرت أوتوا أنه يفتقد لإجابات وافية.
وتحطمت طائرة “بوينغ” تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية عقب إقلاعها من طهران متجهة إلى كييف في الثامن من يناير 2020، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.
وأقرت القوات المسلحة الإيرانية بعد 3 أيام، بأن الطائرة أسقطت عن طريق “الخطأ” في ليلة توتر عسكري بين طهران وواشنطن.
وكان غالبية الضحايا من الإيرانيين والكنديين أو حملة الجنسيتين، وأفراد من جنسيات أخرى بينهم 11 أوكرانيا.
ونشرت المنظمة الإيرانية للطيران المدني تقريرها النهائي بشأن الحادث باللغتين الفارسية والإنجليزية، الأربعاء، ووردت في النسخة الإنجليزية التي تألفت من 145 صفحة، فقرتان عن “أسباب الحادث والعوامل التي ساهمت به”.
وتضمنت الفقرة الأولى معطيات سبق نشرها، وهي أن أنظمة “الدفاع الجوي” أطلقت صاروخين نحو الطائرة، مما أدى لـ”تحطمها وانفجارها الفوري على الأرض”.
أما الثانية فأكدت أن “الإجراءات التخفيفية ومستويات الدفاع في إدارة المخاطر أثبتت عدم فعاليتها بسبب وقوع خطأ غير متوقع في تحديد التهديد، وفشلت في نهاية المطاف في حماية سلامة الرحلة ضد الأخطار التي تسببت بها حالة الانذار لقوات الدفاع”.
وأشار التقرير إلى أن “مشغل نظام الدفاع الجوي” لحظ وجود “هدف” في الجو، مضيفا: “من دون تلقي أمر من مركز التنسيق، خلص المشغل إلى أن الهدف المرصود يشكل تهديدا، وأطلق صاروخا في اتجاهه”.
وفي تلك الليلة، كانت الدفاعات الجوية في حال تأهب خشية وقوع ضربة أميركية ردا على هجوم صاروخي نفذته طهران قبل ساعات من ذلك، واستهدف قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق حيث يتواجد جنود أميركيون.
وأتى الاستهداف الإيراني للقاعدة ردا على اغتيال اللواء في الحرس الثوري قاسم سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد، في الثالث من يناير 2020.
وفي تعليق على التقرير، انتقد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عدم أخذ طهران في الاعتبار “أكثر من 90 صفحة من الملاحظات والاقتراحات” التي قدمها الجانب الأوكراني.
وأضاف: “ما نراه منشورا اليوم ليس سوى محاولة مبيتة من أجل إخفاء الأسباب الحقيقية لإسقاط طائرتنا المدنية”.
كما قال وزير الخارجية الكندي مارك غارنو ووزير النقل عمر الغبرا، إن التقرير “لا يقوم بأي محاولة للإجابة عن أسئلة حرجة عما حصل فعلا”.
وتابعا في بيان مشترك: “لا نزال قلقين جدا بشأن نقص المعلومات والأدلة المقنعة” على رغم نشر التقرير، معتبرين أن من حق عائلات الضحايا “الحصول على إجابات عن أسئلة مهمة، بما يشمل سلسلة الأحداث التي أدت إلى إطلاق الصاروخين في المقام الأول، ولماذا سمح بإبقاء المجال الجوي مفتوحا في فترة من الأعمال العدائية”.
وكان من بين ضحايا الطائرة، 55 من مواطني كندا و30 من حملة إجازة الإقامة الدائمة فيها.
وكان تقرير لمنظمة الطيران المدني الإيرانية صدر في يوليو من العام الماضي، اعتبر أن “العامل الرئيسي” خلف تحطم الطائرة كان “خطأ بشريا” في التحكم برادار، تسبب بأوجه خلل أخرى في عمله.
وأثار الحادث جدلا وانتقادات واسعة في إيران، لا سيما أن إقرار القوات المسلحة بإسقاط الطائرة عن طريق “الخطأ”، صدر بعد 3 أيام من الحادث، حاولت فيها طهران إنكار الحقيقة.