ورغم أن معظم مسؤولي إدارة ترامب سيغادرون مناصبهم بنهاية عهد الرئيس في البيت الأبيض، إلا أن كثيرين توقعوا إقالة ترامب عددا من المسؤولين، خلال الأسابيع القليلة المتبقية له في البيت الأبيض قبل استلام الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه رسميا .
وكان الأستاذ ومدير برنامج الشؤون التشريعية في جامعة جورج واشنطن، كايسي بورغات، قال في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، الأحد، إن “ترامب ربما يطرد خلال فترة نهاية ولايته، مسؤولين كبار في الاستخبارات والأمن القومي، ومن بينهم وزير الدفاع مارك إسبر، ومديرة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل”.
وفيما لم تتضح الأسباب المباشرة وراء إقالة ترامب وزير دفاعه، قال مسؤول رفيع في البنتاغون لـ”سكاي نيوز عربية”، إن خروج مارك أسـبر كان منتظرا.
وأضاف المسؤول، طالبا عدم الإفصاح عن هويته، أن لائحة الخلافات بين الرئيس ترامب وأسـبر طويلة، وتبدأ من قرارات الانسحاب من أفغانستان والعراق وسوريا، و”إثارة المشكلات مع دول حلف شمال الأطلسي، (الـناتو)، وسحب القوات الأميركية من ألمانيا”، وصولا إلى رفض وزارة الدفاع زج الجيش خلال احتجاجات يونيو الماضي في عدد من المدن الأمريكية، وانزعاج ترامب من فرض ارتداء الكمامة على أفراد القوات المسلحة.
اتصال قبل التغريدة بخمس دقائق
وبدا صباح الاثنين، أن ترامب اقتنع بالسماح لإسبر بالبقاء حتى يوم التنصيب في العشرين من يناير المقبل، وفق ما ذكر موقع “بوليتيكو” الأميركي، وذلك بعد ضغط من “زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، والسناتور جيم إينهوفي، الذي يرأس لجنة القوات المسلحة، على البيت الأبيض”، لعدم تغيير الأمور، لكن تغريدة ترامب فاجأت الجميع.
وعلمت “سكاي نيوز عربية”، الاثنين، أن كبير موظفي البيت الأبيض، مارك ميدوز، اتصل بإسبر، قبل تغريدة الرئيس عن إقالته بخمس دقائق، حين كان على رأس عمله في البنتاغون، وأبلغه أن ترامب قرر “طرده” وأن عليه “المغادرة بسرعة”.
وجاء رد إسبر على ترامب في رسالة مؤرخة يوم الاثنين، قال إنه أعدها منذ أسابيع، وصرح فيها “أنا أخدم البلاد احتراما للدستور، لذا فإنني أقبل قراركم باستبدالي”، مضيفا أنه يتنحى وهو مدرك “أن هناك الكثير الذي حققناه في وزارة الدفاع على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية لحماية الأمة وتحسين جاهزية وقدرات واحترافية القوة المشتركة”.
وكان إسبر قد قال في مقابلة مع موقع “ميليتاري تايمز”، أجريت الأسبوع الماضي ونشرت الاثنين، إنه “يعترض على أن يُنظر إليه على أنه الرجل الذي يقول نعم دائماً”، ويرفض لقب “يسبر” الذي أطلقه عليه منتقدوه، ومن بينهم الرئيس ترامب.
وأعرب السناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا، مارك وارنر، وهو نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، عن انزعاجه الشديد من إقالة ترامب لإسبر “قبل 72 يومًا فقط من تنصيب رئيس جديد وخلال تفشي جائحة عالمية”.
وقال وارنر في بيان، الاثنين، إن على “الرئيس ترامب ألا يتسبب بمزيد من التقلبات عن طريق إقالة أي مسؤول في الاستخبارات أو الأمن القومي أكده مجلس الشيوخ خلال فترة بقائه في المنصب”.