وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن الشركة تطلب من المسافرين الجنوب إفريقيين أن يخضعوا للاختبار باللغة الأفريقانية “Afrikaans”، عند السفر في المملكة المتحدة أو باقي أنحاء أوروبا.
وتعزو الشركة اتخاذها هذا القرار إلى وجود عدد كبير من جوزات السفر المزورة، التي يزعم أصحابها أنهم ينحدرون من جنوب إفريقيا.
لكن المعضلة لا تكمن في الاختبار فحسب، بل في اللغة، لأن الأفريقانية تعتبر لغة “أقلية البيض” في جنوب إفريقيا، وكانت مفروضة بقوة على ذوي البشرة السمراء في زمن التفرقة.
واستغرب المنتقدون أن يجري اختيار لغة تتبوأ المرتبة الثالثة في قائمة اللغات الأكثر تداولا في جنوب إفريقيا.
وتشير التقديرات إلى أن 12 بالمئة فقط من الجنوب إفريقيين يتحدثون هذه اللغة التي وضع بها الاختبار.
وقال مسافرون في أحاديث صحفية إن الاختبار جرى فرضه بطريقة “عنصرية”، مشيرين إلى أنه يعيد التذكير بماضي العنصرية المؤلم.
ويضم الاختبار 15 سؤالا من قبيل: ما أعلى جبل في البلاد؟ من رئيس الجمهورية؟ ما جهة الطريق التي يقود عليها السائق سيارته في جنوب إفريقيا؟
وقال رجل جنوب إفريقي يسمى دايش جوزيف، إنه لم يستطع أن يركب طائرته في لانزروتي بجزر الكناري خلال مايو الماضي، بسبب عدم فهمه للغة الأفريقانية.
في غضون ذلك، أوضح متحدث باسم شركة “ريان إير” أن الراغبين في السفر إلى المملكة المتحدة يحتاجون إلى اجتياز الاختبار الذي وصفه بـ”البسيط” باللغة الإفريقية.
وأوضح المسؤول في شركة الطيران أن “من يعجز عن اجتياز الاختبار لن يتاح له ركوب الطائرة، لكنه سيحصل على تعويض كامل لتذكرة الطيران التي دفعها”.
وساد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بين 1948 ومطلع التسعينيات، حيث كانت الأقلية البيضاء هي المهيمنة على مقاليد الأمور في البلاد، بينما جرى إقصاء الغالبية ذات البشرة السمراء، فحرمت من حق التصويت إلى جانب حقوق أخرى.