ووفق صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن “ضرب القوات الروسية خلف خطوط العدو، وتعطيل خطوط الإمداد الحرجة، وضرب أهداف أساسية لإمكانات موسكو القتالية، عبر استغلال الأسلحة الغربية المتطورة، كل ذلك أسهم في تغيير شكل الحرب وقد تغيّر المشهد كليا خلال الفترة القادمة.
فيما اعتبرت صحيفة “الغارديان” أن هناك قلقا لدى لغرب من الانتفاضة الأوكرانية الأخيرة، ففي حال تفوقت كييف ميدانيا، قد ينذر ذلك بسيناريو مرعب للغربيين، حيث قد يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى أسلحة نووية تكتيكية منخفضة القوة لدرء الانهيار.
وأوضحت أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن ما يصل إلى 50 بالمئة بالدول الغربية يؤيدون التنازلات الإقليمية لروسيا لوقف الحرب، وأن الانقسام الحاد بين أولئك الذين يسعون لتحقيق العدالة لأوكرانيا وأولئك الذين يسعون إلى السلام ينعكس في جميع أنحاء أوروبا ويميل ضد كييف.
إنهاك روسيا
وعن تطورات الحرب، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، مع بداية الحرب ورغم توقعات الجميع بسقوط سريع للعاصمة كييف وهروب قادة الحكومة للخارج، صمدت أوكرانيا ونالت روسيا خسائر واسعة اضطرتها للتقهقر، مرجعا ذلك حينها إلى شراسة المقاومة الأوكرانية وعاملي الطقس والتضاريس.
وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه في نهاية مارس الماضي وبعد ضغوط داخل روسيا بإنهاء الحرب ووقف نزيف الخسائر من الجنود، عمدت موسكو إلى نصر معنوي عبر ما أسمته التركيز على الشرق، خاصة إقليم دونباس الذي في الأساس تسيطر على نسبة كبيرة منه قوات انفصالية موالية لروسيا، ومن ثم بدأت موسكو مرحلة الصعود وتحقيق الانتصارات خاصة بعد سقوط ماريوبول وإنهاء فزاعة كتيبة آزوف، ومن ثم الاستيلاء على كامل منطقة لوغانسك.
السيناريو المرعب وارد
وحول المخاوف الغربية من رد روسي متهور، قال رادسيوسيني إن التحذير من استخدام الأسلحة النووية جاء من كل قيادات النظام الروسي؛ بدءا بالرئيس فلاديمير بوتن ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، وكذلك وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومن ثم استمرار تدفق الأسلحة الغربية وإلحاق ضرر واسع بروسيا قد يدفعان موسكو إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية لشل قدرات كييف.
ولفت إلى أن بوتن يعرف أن الحرب هي بالأساس مع الغرب ولن يتوانى لإظهار قوة الجيش الروسي أمام شعبه، مؤكدا على ضرورة أن يكون العالم مستعدا لإمكانية استهداف روسيا كييف بهجوم نووي.
كما أوضح أن الغرب أيضا يعاني حاليا من أزمات اقتصادية كبيرة وقد تؤثر على استمرار المساعدات العسكرية، خاصة أن الحرب لم تعد تحمل ذات الصخب في ظل انشغال الحكومات الأوروبية بأزمات الداخل ومواجهة مشاكل التضخم والاستعداد لموسم شتاء قارس، في ظل نقص موارد الطاقة التي تضغط بها روسيا من أجل رفع الغرب يده عن أوكرانيا.
وكشفت تقارير غربية عن قصف المدفعية الأوكرانية المقر الرئيسي لمجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية، شرقي أوكرانيا، فيما تشهد مدينة خيرسون حصارا أوكرانيا في محاولة لاستردادها بعد إعلان كييف تدمير الجسور الأربعة الرئيسية وقطع الإمدادات عن الروس.