وردا على التحركات الإيرانية “التصعيدية” الأخيرة، أبدت الولايات المتحدة وحلفاؤها بريطانيا وفرنسيا وألمانيا، “هدوءً مدروسا” إزاء تصرفات طهران.
وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن هذا الرد، أو غياب الرد الملموس، يعكس رغبة في عدم تعطيل المبادرة الدبلوماسية على أمل عودة إيران إلى طاولة التفاوض أو استمرار فاعلية العقوبات الأميركية إذا لم يحدث ذلك.
وكانت إيران طالبت الولايات المتحدة مرارا بالمبادرة إلى تخفيف عقوباتها التي فرضتها بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018، وقالت إنها ستنهي بعد ذلك مخالفاتها للاتفاق.
وتحدث مسؤول أميركي لوكالة “رويترز” مشترطا عدم الكشف عن هويته قائلا: “أيا كان مدى اعتقادهم أن على الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات أولا، فلن يحدث ذلك”.
وأضاف المسؤول أنه إذا كانت إيران تريد من الولايات المتحدة استئناف الالتزام بالاتفاق “فأفضل سبيل لذلك بل السبيل الوحيد هو الجلوس إلى الطاولة حيث يتم بحث هذه الأمور”.
كذلك قال دبلوماسيان أوروبيان إنهما لا يتوقعان أن تفرض الولايات المتحدة أو بريطانيا وفرنسا وألمانيا المزيد من الضغوط على إيران في الوقت الحالي رغم ما وصفاه بأنه “استفزازات” من جانبها.
وأفاد أحد الدبلوماسيين بأن السياسة الحالية هي الإدانة مع تحاشي أي شيء يمكن أن يغلق باب الدبلوماسية، مضيفا “علينا أن نخطو بحذر. وعلينا أن نترقب لرؤية ما إذا كانت الدول الأوروبية الثلاث يمكنها المناورة بين اندفاع إيران وتردد الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كان أمامنا سبيل للتقدم”.
تقليص إيراني للتعاون
وفي الأسبوع الأخير، قلصت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن ذلك إنهاء العمل بالتفتيش المفاجئ للمواقع غير المعلنة التي يشتبه أن بها نشاطا نوويا.
وذكر تقرير من الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة متجاوزة الحد المتفق عليه في اتفاق 2015 وهو 3.67 في المئة.
ومن جانبه، قال الزعيم الإيراني إن بوسع طهران رفع النسبة إلى 60 في المئة إذا أرادت لتقترب من نسبة النقاء البالغة 90 في المئة، اللازمة لصنع قنبلة ذرية.
وبيت القصيد من الاتفاق هو أن تقلص إيران برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم بحيث تزداد صعوبة تخزين كمية من المادةا لانشطارية تكفي لإنتاج سلاح نووي وذلك مقابل تخفيف أعباء العقوبات الاقتصادية الأميركية وغيرها من العقوبات السارية عليها.
أذرع إيران تختبر صبر واشنطن
وفي حين تقول الولايات المتحدة إنها لا تزال تحقق في الصواريخ التي أطلقت على قواعد عراقية الأسبوع الماضي يتواجد فيها قوات أميركية، فثمة شبهات أن وراءها فصائل تعمل لحساب إيران.
وتأكيدا للموقف الأميركي الذي يتسم بضبط النفس، قال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، الاثنين، إن واشنطن “مستاءة بشدة” من الهجمات، لكنها لن تتسرع وسترد في الزمان والمكان اللذين تختارهما.
ويوم الأربعاء قال برايس للصحفيين إن الولايات المتحدة لن تنتظر إلى الأبد، لافتا إلى أن “صبرنا ليس بلا حدود”.