ولفت بايدن، النظر مجددا لمصير قائد الشركة، يفغيني بريغوجين، المختفي منذ أسبوعين، وهو يدعوه خلال مؤتمر صحفي في هلسنكي، الخميس، لتوخي الحذر من احتمال تسميمه.
ويعرض خبيران، أحدهما روسي والثاني أميركي، لموقع “سكاي نيوز عربية” توقعاتهما لنشاط الشركة في الخارج، وكذلك مصير قائدها، ومنها محاولة الكرملين ضم الشخصيات الكبيرة في الشركة بعيدا عنه.
وتزامن صدور تقرير صحفي عن محاولة المجموعة الروسية، خلال “تمردها الفاشل” في 24 يونيو ضد الجيش، الاستيلاء على أسلحة نووية من قاعدة “فورونيغ-45” العسكرية، مع إعلان وزارة الدفاع أن الجيش يستكمل استلام الأسلحة من “فاغنر”.
قائمة بأسلحة فاغنر
ذكرت وزارة الدفاع في بيان أمثلة للأسلحة التي تم تسلمها، وتشي في عددها ونوعيتها بالإمكانيات الكبيرة التي تمتعت بها “فاغنر”، وربما ساعدت في إغرائها للقيام بالتمرد:
- عشرات الآليات لم تُستخدم في القتال.
- أكثر من 2500 طن ذخيرة، و و20 ألف قطعة أسلحة خفيفة.
- 2000 قطعة من المعدات والأسلحة، بينها دبابات “تي- 90″، و” تي- 80″، و”تي- 72 بي 3″، وراجمات “غراد” و”أوراغان” ومنظومات “بانتسير” المضادة للطائرات.
- مدافع “غفوزديكا” و”أكاسيا” وغياتسينت” و”توليب” و”هاوتزر” ومدافع الهاون.
- شاحنات مدرعة متعددة الأغراض وناقلات جند مدرعة ومركبات.
ما قصة التمرد النووي؟
في ذات يوم التمرد، حذر دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من أن العالم سيكون على شفا كارثة إذا سقطت الأسلحة النووية في أيدي “قطاع الطرق”، في إشارة إلى “فاغنر”.
ولم تتضح تفاصيل حينها، إلا أن صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية، قالت، الأربعاء، إن “فاغنر” كانت ستستخدم أسلحة نووية في التمرد، وحاولت الاستيلاء عليها من قاعدة عسكرية، بحجم حقيبة ظهر؛ لاستخدامها كورقة ضغط على السلطات.
ونقلت الصحيفة عن كيريلو بودانوف، رئيس مديرية استخبارات الدفاع الأوكرانية، أن خطة “فاغنر” تضمنت:
- خلال توجه القوة التي يقودها بريغوجين إلى موسكو على الطريق السريع M-4، تسير مجموعة نحو قاعدة “فورونيغ- 45” شرق روسيا، وتقتحمها، وهي واحدة من 12 مرفق لتخزين الأسلحة النووية.
- المجموعة ضمت 75 مركبة، بينها 5 ناقلات جند مدرعة، و2 سيارة إسعاف، وقطعة مدفعية خلف شاحنة.
- القاعدة تخضع لحراسة مشددة، ولم تستطع “فاغنر” سرقة السلاح.
- القوات الروسية هاجمت المجموعة التي ردت بإطلاق النار وأسقطت مروحية عسكرية، قُتل اثنين من طاقمها.
ترتيبات قادمة مع “فاغنر”
الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس لا يتفق مع توقع بايدن في إمكان اغتيال بريغوجين، قائلا إن “روسيا لا تستطيع الاستغناء عنه، وقد تكتفي بإبعاده، دون قتله”.
وعن مصير “فاغنر” بعد تسليم أسلحتها، يتوقع آليكس:
- ستفقد فاغنر الدعم الذي قدمه الجيش الروسي إن لم يتم إعادة توظيفها.
- ستفقد المعدات والمركبات والطائرات؛ لذلك من الصعب تخيل استكمالها لأنشطتها دون دعم الكرملين.
- حالة التشابك بين الكرملين وفاغنر يجعل فك الارتباط بينهما صعبا حاليا؛ لذا قد يستقطب الكرملين قادتها ممن لا يدينون بالولاء لبريغوجين؛ للحفاظ على نشاطها الخارجي، وعدم ترك مناطق نفوذ موسكو في إفريقيا للتمدد الأميركي والصيني.
بايدن “جانبه الصواب”
أما المحلل العسكري الروسي أندري ماروتشكو، فيلفت إلى أن تجريد المجموعة من الأسلحة خطوة اضطرارية للكرملين لقطع الطريق على أي ممارسات مشابهة (التمرد) بالداخل.
وبخصوص حديث بايدن عن احتمال اغتيال بريغوجين، فيقول ماوتشكو إنه “يجانبه الصواب”، مرجعا ذلك إلى أن قائد “فاغنر” لديه موالون بالمجموعة تخشي موسكو إغضابهم.
ولكن القابل للتحقق وفق المحلل الروسي، هو أن مصير بريغوجين سيحدده “اتفاق هادئ يخرجه من المشهد للأبد، ونرى في مداهمة الأمن الروسي لقصره، وعرض ممتلكاته للجمهور مؤشرا يوحي بقرب محو تاريخه”.