شهدت الأسابيع القليلة الماضية، تحولات دراماتيكية في ميدان الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية، تمثلت بتكثيف الدعم الغربي لكييف مقابل تضييق الخناق على موسكو اقتصاديا ولوجستيا، واستهداف المدن الحدودية، والتغلغل في العمق الروسي.

وبحسب الباحث الروسي في العلاقات الخارجية، ألكسندر أرتاماتوف، فإن كييف اعتمدت استراتيجية استهداف العمق الروسي من خلال عدة عمليات بناء على “المعلومات الاستخباراتية من الغرب للتجسس وتنفيذ عمليات إرهابية مثل ما حدث في جسر القرم”.

وأضاف أرتاماتوف: “لقي ما لا يقل عن 11 شخصا حتفهم وأصيب 15 في معسكر تدريب بجنوب روسيا في بيلغورود، عندما فتح مهاجمان النار على مجموعة من المتطوعين الذين كانوا يرغبون في القتال في أوكرانيا، كما تم استهداف مستودعات الذخيرة الروسية”.

ومنذ أيام، أعلن حاكم منطقة بيلغورود، فياتشيسلاف جلادكوف، قصف أوكرانيا قرية سبوداريوشينو، وإجلاء سكان قريتي بيزيمينو وسبوداريوشينو مؤقتا.

وفي وقت لاحق، أبلغ جلادكوف أيضا عن قصف قرية جورافليفكا، ونتيجة لذلك، تم تسجيل أضرار في المباني السكنية والمرافق.

ليست هذه هي الهجمات الأولى على الأراضي الروسية خلال الآونة الأخيرة، إذ تم الإبلاغ أيضا عن قصف نقطة تفتيش حدودية في منطقة كورسك.

وقبلها أعلن حاكم منطقة بيلغورود إلحاق أضرار بمسارات السكك الحديدية في منطقة شيبيكينسكي السكنية، المتاخمة لمنطقة خاركوف.

ويرى أرتاماتوف في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الهدف من تلك التجاوزات:

  • القوات الأوكرانية تحاول إرهاب المواطنين الروس، لأنه لا توجد أهداف عسكرية هناك، ولا يوجد تأثير مباشر لمثل هذه الهجمات.
  • ممارسة الضغط الإعلامي والنفسي على سكان روسيا. فمن ناحية، هذا استفزاز، ومن ناحية أخرى، هو تشويه للسمعة، ومحاولة لإظهار أن القوات الروسية لا تستطيع حمايتهم والسلطات لا تهتم بالسكان.

ماذا بعد؟

في ظل الرد والرد المضاد، يقول السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، إنه بعد النجاح الذي حققته أوكرانيا عسكريا فوق أراضيها بات استهداف الداخل الروسي ذاته لتشتيت تركيز القيادة العسكرية واستنزاف موارد الدولة وقوتها توجها استراتيجيا محوريا في خريطة الصراع.

وتوقع جيل كاتي في تصريحه لموقع “سكاي نيوز عربية”، استمرار كييف في استهداف الحدود والداخل الروسي، ردا على تدمير البنية التحتية في كييف، واستمرار الغارات على العاصمة الأوكرانية والمدن المحيطة بها والتي كانت بعيدة إلى حد كبير عن الصراع منذ شهور.

ومنذ يومين، شرعت روسيا في إجلاء المدنيين من منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا مع تقدم القوات الأوكرانية.

ودعا فلاديمير سالدو، زعيم منطقة خيرسون، الذي نصبته روسيا، المدنيين إلى الإخلاء عقب الهجمات الصاروخية اليومية التي تنفذها القوات الأوكرانية مع تقدمها.

وحث المواطنين على “إنقاذ أنفسهم” بالذهاب إلى روسيا “للترفيه والدراسة”، طالبا المساعدة من موسكو.

skynewsarabia.com