120 مليون أميركي يعانون
- يعد الجار الأميركي الأكثر تضررا بعد كندا، حيث يواصل الدخان المنبعث من حرائق الغابات الكندية مساره جنوبا، في الغرب الأوسط والساحل الشرقي الأميركيين.
- يعاني نحو 120 مليون شخص حاليا من جراء تلوث الهواء، وفقما أكدت سلطات محلية، الجمعة.
- حذر مسؤولون كنديون، الأربعاء، من أن الحرائق ستنفث المزيد من الهواء المحمل بالدخان الذي يزداد سوءا، وسط تحذيرات من تواصل الحرائق طيلة فصل الصيف، وتمدد تأثيراتها السلبية نحو مناطق أخرى من العالم.
- نجمت عن الدخان المتصاعد من حرائق الغابات هذه، أجواء ضبابية ملوثة في مساحات واسعة من كندا والولايات المتحدة، خاصة في إلينوي وإنديانا وأوهايو وفرجينيا وميزوري.
- صدرت تحذيرات منتصف الأسبوع الجاري في مينيسوتا وميشيغن وصولا لكارولاينا الشمالية جنوب شرقي أميركا، وهي الأحدث المتعلقة بنوعية الهواء السيئة في معظم أنحاء منطقة البحيرات الكبرى ومناطق وسط الأطلسي.
- وفق السلطات الكندية، فإن هذا أسوأ موسم حرائق غابات تشهده البلاد على الإطلاق، متوقعة أن تظل جودة الهواء مصدر قلق خلال الصيف، طالما استمرت الحرائق.
- وحسب مسؤولي مكافحة الحرائق والبيئة، فإن الأمر بدأ في وقت مبكر على أرض أكثر جفافا من المعتاد، وتسارع بسرعة كبيرة، مما أدى لاستنفاد موارد مكافحة الحرائق في جميع أنحاء كندا.
أوروبا ليست بمنأى
- في الوقت نفسه، أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) عن وصول الدخان الناجم عن حرائق الغابات في شمال كيبيك لأوروبا الغربية، بعد أن كانت قد وصلت إلى إسكندنافيا قبل أيام.
- “ناسا” قالت إن صور الأقمار الاصطناعية هذا الأسبوع “أظهرت دخانا يمتد عبر شمال المحيط الأطلسي لشبه الجزيرة الأيبيرية، وفرنسا، ومناطق أخرى من غرب أوروبا”.
“حرائق في كل مكان”
- هناك 490 حريقا مشتعلا على مستوى كندا، من بينها 255 حريقا خارج عن السيطرة، إذ تكاد تشتعل الحرائق في كل مقاطعة كندية.
- احترقت مساحة قياسية تبلغ 80 ألف كيلومتر مربع، حسب السلطات الكندية.
ماذا يقول خبراء؟
يعزو خبراء صعوبة السيطرة على هذه الحرائق رغم مرور وقت طويل على اندلاعها، لكبر مساحة كندا بغاباتها الكثيفة، مما يفسر، وفقهم، إخفاق السلطات في السيطرة على قسم كبير منها، بفعل انتشارها في مختلف أنحاء البلاد، علاوة على عامل الاحترار وما يخلفه من جفاف.
وقال عضو الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة أيمن قدوري، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”:
- “استمرار الحرائق في كندا للشهر الثاني على التوالي واتساع رقعة انتشار ألسنة اللهب وانتقالها من الغرب الكندي لشرقي البلاد، ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ كندا”.
- “درجات الحرارة المرتفعة وموجات الحر المتعاقبة والمتزايدة منذ 4 سنوات فيها، آتت بنتائج كارثية ظهرت على شكل حرائق الغابات هذه”.
- “في عام 2019 سجلت كندا ارتفاعا بمعدلات درجة الحرارة، بمقدار 1.7 درجة مئوية قياسا بعام 1948، واستمرت الحرارة بالارتفاع في السنوات التالية، ليصل الاحترار اليوم قمته في غرب البلاد وشمالها”.
لماذا كندا؟
- الموقع الجغرافي لكندا يضعها تحت تأثير مناخات أرضية متفاوتة بين المناطق الباردة من جهة، وتأثير المحيط الهادئ من جهة أخرى، مما يؤدي لارتفاع في معدلات درجة الحرارة، والتي تبلغ ضعف الارتفاع في معدلات درجة الحرارة العالمية .
- إذا ما سجل العالم ارتفاعا بمعدلات درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، وهو بالفعل يمثل حجم الزيادة في الاحترار العالمي، فإن كندا تعاني الآن من ارتفاع معدل الاحترار بمقدار 3 درجات مئوية.
- عند ارتفاع درجة الحرارة، تتعرض المناطق الخضراء لجفاف مفاجئ في المحتوى المائي للتربة يقود لجفاف أجزاء النباتات، لتصبح بمثابة وقود لانتشار الحرائق.
ما سبب استمرار هذه الحرائق؟
- الأمر يعود بالدرجة الأولى لعدم جاهزية الأجهزة المتخصصة في مكافحة حرائق الغابات، وعدم توفر الإمكانيات البشرية فيها.
- نظرا لمساحة كندا الكبيرة وانتشار الحرائق بين غرب البلاد وشرقها، وبعض الأجزاء الجنوبية، تصعب عملية انتقال فرق مكافحة الحرائق والسيطرة على ألسنة اللهب، مما أدى لاستمرارها، والتي يتوقع أن تتسع بشكل أكبر في الأيام المقبلة.
- تأثير هذه الحرائق لا يطال كندا فحسب، بل تعدى لانتقال دخان الحرائق جنوبا نحو الولايات المتحدة وعبر القارات، ليصل إلى النرويج وعدة دول أوروبية، مما يعني أن خطرها سيتسع ليطال بلدانا وقارات أخرى.
- كندا تأتي في المرتبة التاسعة بين أكثر البلدان تسببا بانبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي، وهي واحدة من 3 دول انسحبت عام 2011 من بروتوكول كيوتو الصادر عام 1997، الملزم للدول الموقعة عليه بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار 6 بالمئة بحلول 2012.
- ارتفعت الانبعاثات الغازية الصادرة عنها عام 2009 بمقدار 17 بالمئة عما كانت عليه عام 1990.
- وفق مراقبين، فإن ما تشهده كندا الآن مرتبط بسياسات الحكومات المتعاقبة في التعاطي مع ملف التغير المناخي وإهماله.