ووفق صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية فإن كييف وموسكو في سباق مع الزمن قبل أن يعقّد الشتاء العمليات العسكرية، إذ يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 30 تحت الصفر، ما يؤثر بشكل خطير على إمكانية المناورات.
واعتبرت الصحيفة أن الشتاء “لن يضع حدا للقتال بل سيزيد الأمور تعقيدا”.
وأشارت إلى أن “الجنرال الشتاء” تدخل 4 مرات عبر التاريخ لصالح روسيا، ضد المغول أولا، ثم ضد السويديين والفرنسيين، وأخيرا ضد الألمان، إلا أنه عندما غزا الاتحاد السوفيتي فنلندا في شتاء 1939 – 1940، كان الفنلنديون مجهزين بشكل أفضل للبرد من الغزاة وعلى دراية بالتضاريس، حيث تشير التقديرات إلى أن الخسائر السوفيتية وصلت إلى 10 أضعاف الخسائر التي تكبدها الفنلنديون رغم أن فنلندا استسلمت في النهاية.
وعن توقعاته للمعارك في الشتاء، قال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يوهان ميشيل لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- سيتجه الأوكرانيون إلى جانب حرب الاستنزاف عبر العمليات الخاطفة.
- الشتاء سيكون مفيدا لروسيا خاصة أنه يعني نهاية تدريب 300 ألف من التعبئة الذين سيسمح وصولهم بإغاثة القوات المقيمة في الجبهة منذ 7 أشهر.
- في ظل أجواء الشتاء سيتكون هناك حالة كمون من قبل الجيش الروسي ولن نرى هجوما جديدا.
- من الناحية الاستراتيجية تريد روسيا تجنب خسارة الأراضي التي تم ضمها مؤخرا.
- على النقيض ستسعى أوكرانيا لاستعادة أكبر قدر ممكن من الأرض قبل أن يعقّد الشتاء مهمات قواتها القتالية.
معركة الشتاء
سلط تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الضوء على التأثيرات المحتملة لفصل الشتاء على الطرفين المتنازعين في أوكرانيا:
– الحرب شرق أوكرانيا في جزء كبير منها هي حرب مدفعية إذ تقوم القوات الأوكرانية بإطلاق النار ومن ثم تغيير مواقعها بسرعة لعلمها أن الجيش الروسي سيستهدف مصادر النيران.
– في الجليد ستظهر آثار المركبات ما يجعلها مرئية للمسيرات الروسية ما يسهل استهداف وتحديد المكان الذي انتقل إليه الجنود.
حتى إشعال الجنود النار للتدفئة سيجعلهم هدفا سهلا من قبل الطرفين خاصة في ظل عدم وجود أوراق على الأشجار.
– الشتاء سيأتي في ظل حالة معنوية سيئة للأوكرانيين بعد الهجمات الروسية ضد محطات توليد الكهرباء والتدفئة الأوكرانية.
– خنقت روسيا إمدادات الطاقة إلى التكتل الأوروبي في محاولة لتفكيكه واللعب على نفاد صبر المواطنين ومن ثم الضغط على الحكومات بتقليل الدعم لأوكرانيا كما نرى حاليا في الاحتجاجات بعدد من الشوارع الأوروبية.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن يوري بيريوزا، قائد كتيبة “دنيبرو-1” بالحرس الوطني الأوكراني، قوله “إن الجانبين سيعانيان بمجرد انخفاض درجات الحرارة وتجمد الأرض”، لكنه يعتقد أن “الروس سيعانون أكثر. فقط في الإعلانات التجارية تبدو المعدات الروسية قابلة للعمل في درجات حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر، ولكن في الواقع كل شيء يتباطأ في الشتاء، ونحن بحاجة إلى وقود بكميات إضافية للتأكد من أن معداتنا لن تقف”.
وفي المقابل، قال ألكسندر خوداكوفسكي، قائد كتيبة “فوستوك” في قوات دونيتسك الموالية لروسيا، للموقع الإخباري كومسومولسكايا برافدا: “نحن ندخل فترة ضعف، والشتاء قادم والأيام أقصر وهناك أمطار وغيوم، والعدو يفهم ذلك أيضا ويعمل حاليا على اختراق خطوط الجبهة في عدة أماكن خلال الآونة الأخيرة من الدفء والطقس الجاف”.
حسم معركة خيرسون
المحلل السياسي، أندرو بويفيلد قال في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هطول أمطار غزيرة سيؤدي إلى أرضية أكثر ليونة مما يجعل من الصعب على قوات الجيشين المضي قدما على الطرق المعبدة ومن ثم سيكون الجانبان في حال هدنة إجبارية لن تخلو من عمليات قصف هنا أو هناك دون معارك ميدانية.
وأضاف بويفيلد: “ستسعى أوكرانيا لبذل أقصى الجهود في محاولة لإتمام الهجوم المضاد في خيرسون قبل أن ينقلب الطقس ضدها، وهو ما تعكسه الحشود العسكرية الأوكرانية المكثفة تمهيدا لعمل عسكري ضد المقاطعة التي ضمتها روسيا مؤخرا”.
وأشار إلى أن الطقس قد لا يكون وحده في غير صالح الأوكرانيين حيث هناك مخاوف من تقليص الدعم الغربي في ظل تغير القيادات كما في إيطاليا وكذلك انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة وانتقادات الجمهوريين وعلى رأسهم دونالد ترامب للميزانيات الطائلة من الديمقراطيين لدعم أوكرانيا وسط موجة تضخم تضرب الداخل الأميركي.