عادت روسيا الساعات الأخيرة إلى اتفاق تصدير الحبوب، إلا أن عودتها مشروطة، حيث هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالخروج من الاتفاق مجددا إذا خرقت كييف ضمانات طلبتها موسكو.

 وقال بوتين: “روسيا تحتفظ بحقها في الانسحاب من هذا الاتفاق في حال خرقت أوكرانيا الضمانات”، مثل عدم تكرار هجوم سيفاستوبول، وأن الممرات الإنسانية لن تستخدم عسكريا.

الأمونيا.. الملف الأهم

 تقول سمر رضوان، نائب رئيس مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو، إن الضمانات الأوكرانية المكتوبة تخطت ضمان عدم استخدام الممرات الملاحية لتهريب الأسلحة، فانسحاب موسكو كان لأنها تريد 3  نقاط:

  • تنفيذ الشق الثاني من الاتفاق، وهو رفع العقوبات عن الأسمدة الزراعية الروسية.
  • استئناف تصدير الأمونيا (الملف الأكثر أهمية في الاتفاق) عبر خط أوديسا.
  • عدم الهجوم أو وقوع استفزاز القوات البحرية التي تؤمن الاتفاق والممرات الملاحية.

 غير أن أوكرانيا “ماطلت” في استئناف تصدير الأمونيا، واستخدمتها كورقة ضغط على موسكو، حسب تعبير الباحثة. وضربت مثالا على ذلك:

  • في سبتمبر، طالب الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلنيسكي، باستئناف عمل خط أنابيب الأمونيا مقابل سجناء أوكرانيين.
  • بعد بضعة أيام تم تبادل جنود من كتيبة آزوف، إلا أن المواد الكيميائية لم تذهب إلى أوديسا.

 روسيا مورد عالمي للأسمدة، وتعطل إمداداتها يضر بكمية المعروض منها، حيث تعد ثاني أكبر منتج للأمونيا واليوريا والبوتاس، وخامس أكبر منتج للفوسفات المعالج.

  وتستحوذ على 23 بالمئة من صادرات الأمونيا عالميا، و14 بالمئة من اليوريا، و21 بالمئة من البوتاس، و10 بالمئة من الفوسفات المعالج، ويتم تصدير الأمونيا عبر خط أنابيب توجلياتي- أوديسا.

 تقول سمر رضوان إن هناك معلومات حول إعادة فتح واستئناف بناء خط أنابيب الأمونيا تامان- توجلياتي، متجاوزا أوكرانيا.

 الرابحون من عودة الاتفاق

الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، يعتبر أن أطراف المعادلة، روسيا وأوكرانيا والوسيط تركيا، جميعهم رابحون.

 بالنسبة إلى موسكو:

  • حققت تعهدات مكتوبة على أوكرانيا، كما ضمنت عدم استهداف القوات البحرية المسؤولة عن عملية تأمين سفن شحن الحبوب.
  • تخفيف ضغط العقوبات في بيع المنتجات الزراعية والأسمدة.

 بالنسبة إلى أوكرانيا:

  • ضمان تصدير حبوبها حبيسة الموانئ.
  • الأمر لا يمنع من “المراوغة” لمحاولة دخول الأسلحة لكييف.
  • ضمنت لأوكرانيا عدم مهاجمة موانئ البحر الأسود بعد تطهيرها من الألغام.

 وبالنسبة إلى تركيا:

  • نجحت كحليف موقفي لروسيا وأوكرانيا، ويمكن وصف سياستها الخارجية دون مبالغة بأنها سياسة متعددة النواقل.
  • ترتبط مشاركتها في صفقة الحبوب بعملية التفاوض المتزامنة مع روسيا حول مد خيوط إضافية من خطوط أنابيب الغاز الروسية إلى تركيا، مع إنشاء محور غاز كبير في هذا البلد للإمدادات الواعدة إلى الاتحاد الأوروبي.

 رحلة الممرات الملاحية

  • يبلغ عرض ممر ناقلات الحبوب التي تبحر بها السفن 2 كم.
  • تتحرك كاسحات الألغام على طول الممر الموازي له وتزيل الألغام.
  • تفتش تركيا السفن في نقطة قيادة بإسنطبول.

 الاتفاق وقع بوساطة تركية ورعاية أممية 22 يوليو بإسطنبول لحل أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية، والصفقة شملت اتفاقين وليس اتفاقا واحدا كما يُشاع.

 الأول وقّعته أوكرانيا بشكل منفرد مع تركيا والأمم المتحدة، لتصدير حبوبها عبر ممر بحري آمن بعد تطهير الموانئ من الألغام بضمان روسي بتأمين السفن، ومدته 4 أشهر تجدد تلقائيا.

 أما الآخر فوقّعته روسيا بشكل منفرد مع تركيا والأمم المتحدة لتصدير أسمدتها ومنتجاتها الزراعية، والتراجع عن العقوبات الغربية والأميركية المفروضة على تلك المواد.

skynewsarabia.com