ويقول الخبراء إن المصنع القريب من الحدود مع فنلندا يحرق ما قيمته 10 ملايين دولار (8.4 مليون جنيه إسترليني) من الغاز كل يوم، وسط مخاوف متزايدة إزاء الكميات الكبيرة من ثاني أكسيد الكربون، التي ستفاقم ذوبان الجليد في القطب الشمالي.

ويشير التحليل الذي أجرته شركة “ريستاد إينيرجي”، إلى أن حوالي 4.34 مليون متر مكعب من الغاز يتم حرقها كل يوم، من مصنع جديد للغاز الطبيعي المسال في بورتوفايا، شمال غرب سانت بطرسبرغ.

وتم تقليص الإمدادات عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1 ” منذ منتصف يوليو، حيث ألقى الروس باللوم على القيود المفروضة عليهم، فيما تقول ألمانيا إنها كانت خطوة سياسية بحتة في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن حرق الغاز أمر شائع في مصانع المعالجة إلا أن حجم هذا الاحتراق قد أربك الخبراء.

قالت الدكتورة جيسيكا مكارتي، الخبيرة في بيانات الأقمار الصناعية من جامعة ميامي في أوهايو: “بدءا من شهر يونيو تقريبا، رأينا هذه الذروة الضخمة، ولم تختف تماما، لقد ظلت مرتفعة للغاية”.

من جانبه، يقول مارك ديفيس وهو الرئيس التنفيذي لشركة “كابتيرو”، وهي شركة معنية بإيجاد حلول لحرق الغاز، إن الحرق لم يكن عرضيا ومن المرجح أن يكون قرارا متعمدا تم اتخاذه لأسباب تشغيلية.

وأضاف: “غالبا ما يتردد المشغلون جدا في إغلاق المنشآت فعليا خشية أن يكون من الصعب تقنيا أو ماديا عودة تشغيلها مرة أخرى، وربما يكون هذا هو الحال هنا”.

ويعتقد البعض أنه قد تكون هناك تحديات فنية في التعامل مع كميات كبيرة من الغاز التي تم توفيرها لخط أنابيب نوردستريم.

ويرى إيسا فاكيلاينن، أستاذ هندسة الطاقة في جامعة LUT الفنلندية: “قد يعني هذا النوع من الحرق طويل المدى أن الروس يفتقدون لبعض المعدات”.

وأضاف: “لذا، بسبب الحظر التجاري مع روسيا، فهم غير قادرين على صنع الصمامات عالية الجودة اللازمة لمعالجة النفط والغاز، ربما تكون هناك بعض الصمامات مكسورة ولا يمكنهم استبدالها”.

بدوره، قال سيندر كنوتسون من شركة “ريستاد إنرجي”: “في حين أن الأسباب الدقيقة للحرق غير معروفة، إلا أن ذلك دليل على أن لروسيا دور فاعل في أسواق الطاقة الأوروبية“.

وارتفعت أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم بشكل حاد مع الإغلاق الذي صاحب كورونا، وارتفعت مرة أخرى في فبراير، بعد الحرب الأوكرانية.

ووفقا للباحثين، فإن الحرق أفضل بكثير من مجرد تنفيس غاز الميثان الذي يعد المكون الرئيسي في الغاز، وهو عامل قوي للغاية في ارتفاع درجة حرارة الأرض.

فالكربون الأسود هو الاسم الذي يطلق على الجزيئات السخامية التي يتم إنتاجها من خلال الاحتراق غير الكامل للوقود مثل الغاز الطبيعي.

وقال البروفيسور ماثيو جونسون من جامعة كارلتون في كندا: “من الأمور التي تثير القلق بشكل خاص بشأن الاحتراق في خطوط العرض القطبية الشمالية، نقل الكربون الأسود المنبعث باتجاه الشمال حيث يترسب على الجليد ويسرع الذوبان بشكل كبير”.

skynewsarabia.com