التحذيرات التي أطلقها كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، لم تلق آذانا مصغية، فالجميع مشغول بمتابعة ما ستؤول إليه الأمور في البيت الأبيض.
وبدا أن فيروس كورونا سيخرج عن السيطرة إلى ما بعد انتهاء الحمى الانتخابية، خصوصا أن التجمعات تشهد زحاما لافتا، ورغم ارتداء الكثيرين للكمامات فإن تطبيق قانون التباعد الاجتماعي أمر صعب جدا.
وقفز المعدل الأسبوعي للحالات الجديدة المبلغ عنها يوميا بنسبة 47 بالمئة خلال الأسبوعين الماضيين في الولايات الـ13 التنافسية، إذ سجلت ولايات آيوا وميشيغان ومينيسوتا وبنسلفانيا أعلى مستوياتها الأسبوعية الجديدة في الأيام الأخيرة، وفي فلوريدا وجورجيا يتزايد عدد الحالات مرة أخرى بعد أن انخفض من أعلى مستوياته في الصيف.
ووفقا لبيانات جامعة “جونز هوبكنز”، وصلت الحصيلة لأكثر من 9.13 مليون إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، و228 ألف وفاة.
والسبت وصل عدد الإصابات إلى 99300 حالة جديدة في أنحاء الولايات المتحدة، وهذا أكبر عدد من الحالات الجديدة في يوم واحد منذ انتشار الوباء.
ومن المتوقع أن يستمر عدد الإصابات في الارتفاع مع هبوط درجات الحرارة قرب بداية فصل الشتاء، حيث يصبح الطقس أكثر برودة.
وفيما فسر البعض ارتفاع معدلات الإصابة بزيادة الإقبال على التصويت، اعتبر آخرون أن سببه الحضور الكبير في الحملات الانتخابية الكثيفة، من دون كمامات أو مراعاة لمعايير التباعد الاجتماعي.
وفي المقابل، اعتبر آخرون أن تزايد الحالات يعد دليلا دامغا ضد تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة، بأن الوباء “أوشك على الانتهاء” وأن القيود لم تعد ضرورية.
لكن اللافت أيضا أن منافسه الديمقراطي جو بايدن الذي يتنقل في حملات انتخابية بين الولايات، أكد أنه في حال أصبح رئيسا لن يعمد إلى الإغلاق التام لمواجهة كورونا، لكنه سيعمل على إدارة الأزمة بشكل أفضل.
وبدا أن خيارات السيطرة على الوباء أقل بكثير هذه المرة عنها في بداية ظهوره قبل 8 أشهر، وأثناء عودة الظهور بكثافة في الصيف، حيث امتنعت مقاطعات كثيرة مثلا في فلوريدا عن فرض غرامات لعدم ارتداء الكمامات في الأماكن العامة.
ففي ميامي، كما في كافة المدن السياحية في فلوريدا، أصبح مشهد تناول الطعام في الداخل والخارج طبيعيا، ولم يعد هناك حظرا للتجول في منتصف الليل، فالمطلوب تحريك عجلة السياحة مع قدوم الأعياد، من عيد القديسين إلى عيد الشكر وصولا إلى الميلاد ورأس السنة.
والمقلق تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في المدارس والجامعات، بحسب دراسة استقصائية أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز” لأكثر من 1700 كلية وجامعة أميركية، بحيث تم الكشف عن 214 ألف إصابة و75 وفاة لموظفين ومدرسين من جراء الوباء، منذ فصل الربيع وحتى عودة الطلاب إلى الدراسة في الخريف.
وأفادت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أن الصغار من جميع الأعمار باتوا يشكلون الآن 10 بالمئة من مجمل إصابات كورونا في الولايات المتحدة، علما أن هذه النسبة كانت 2 بالمئة فقط في أبريل.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الاثنين، إن حالات الإصابة بـ”كوفيد 19” لدى الأطفال في سن المدرسة بدأت في الارتفاع في أواخر سبتمبر، عندما عاد العديد منهم إلى فصولهم الدراسية.
وتقول المدرسة ميرديث جونز: “نحن خائفون ونشهد ارتفاع عدد الحالات في كل المدارس، لكن لا إمكانية للعودة إلى الوراء بانتظار أن يتم إيجاد لقاح”.
وكانت ولاية إلينوي شهدت أعلى عدد إصابات بالفيروس التاجي ليوم واحد، وهو 8519 إصابة و49 وفاة، وفقا للبيانات الصادرة عن إدارة الصحة العامة.
وقال حاكم الولاية جيه بي بريتزكر في مؤمر صحفي: “حياة الناس على المحك. لدينا مشكلة حقيقية وعلينا أن نعالجها بشكل سريع”.
وبدا أن رادار توسع فيروس كورونا اختلف قليلا هذه المرة عنه في الربيع والصيف، فكان للولايات الشمالية الباردة نصيب كبير منه، مثل ويسكونسن وإيداهو وداكوتا الشمالية.