وخلال زيارتها لكييف هذا الأسبوع، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، حسم مسألة ترشح أوكرانيا للاتحاد الأسبوع المقبل، مشددة في الوقت نفسه على “ضرورة الإصلاحات لمحاربة الفساد، وتحديث إدارة الحكومة”.
وأبدت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، تأييدها لمنح كييف صفة دولة مرشحة للانضمام إلى الكتلة الأوروبية، منوهة إلى أنها “جزء من العائلة الأوروبية”.
كما اعتمد نواب البرلمان الأوروبي في الجلسة العامة في ستراسبورغ، قرارا يدعو دول الاتحاد منح أوكرانيا صفة دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، بتأييد 438 برلمانيا ورفض 65 آخرين.
وحملت تصريحات المسؤولين الأوروبيين، إشارة إيجابية بشأن اقتراب أوكرانيا من حلمها، مما دفع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، للتأكيد على أن خطوات عملية اندماج بلاده في الاتحاد “تعزز قوة الجانبين في مواجهة روسيا”.
ضغط أوكراني
ومنذ بداية الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا في فبراير، تمارس كييف ضغوطا مستمرة على قادة دول الاتحاد لقبول عضويتها، ومؤخرا، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طلبه لدول الاتحاد باتخاذ خطوة تاريخية وإخراج بلاده من “المنطقة الرمادية”، بإثبات انتماء الشعب الأوكراني إلى الأسرة الأوروبية.
واستند زيلينسكي في تصريحاته، إلى استطلاعات الرأي التي كشفت عن أن 71 بالمائة من الأوروبيين يعتبرون أوكرانيا “جزءا من أوروبا”.
إمكانية الانضمام
وحول احتمالية انضمام كييف للاتحاد، يرى المحلل السياسي، طارق وهبي، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “العملية البيروقراطية لقبول دخول أوكرانيا للاتحاد تسير لصالح كييف، فيما يخص تقييم الجوانب الإدارية والموازنات والتوقعات حول الدين العام والاستثمارات في أوكرانيا، إضافة للمستوى الديمقراطي في تمثيل المؤسسات وشفافية إدارة الدولة والعلاقات الخارجية، مما يدفع قبول الملف إلى منتصف الطريق”.
من جانبه، يجد خبير الشؤون الأوروبية محمد بركات، صعوبة في ضم أوكرانيا للتكتل؛ نظرا لأنه “يتطلب موافقة كل الدول الأعضاء، خاصة أن بعض الدول تعارض الخطوة”.
كما يوضح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الحصول على صفة مرشح، “لا يعني أن الانضمام أصبح وشيكا”، مضيفا: “الأمر يحتاج إلى مفاوضات بشأن 54 فصلا تتعلق بالمستويات الاقتصادية والسياسية والقانونية والحريات وحقوق الإنسان، وقد يستغرق سنوات بعد مصادقة البرلمان الأوروبي وبرلمان الدول الأعضاء”.
وسبق أن اعترضت هولندا والدنمارك على منح كييف صفة مرشح عضو بالاتحاد، وتحفظت ألمانيا وفرنسا على الخطوة، بينما أيدت دول أوروبا الشرقية المقترح.
واقترح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنشاء منظمة أوروبية جديدة تضم الدول الأوروبية من غير أعضاء الاتحاد، كحل بديل.
ويرجع بركات هذه التحفظات إلى أنها “ربما تتعلق بضرورة إدراج القوانين الأوروبية ضمن قوانين أوكرانيا البرلمانية، والحرب الراهنة وعملية إعادة الإعمار التي قد تراها بعض الدول مكلفة ولا يجب تحملها، لا سيما أن الأوروبيين بدأوا يشعرون بالنتائج السلبية لمساهمة الاتحاد في الحرب، مثل ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية”.
غير أن وهبي يتوقع أن الحرب تضع الملف على “خطى إيجابية، لكن في حالة جمود حتى إيجاد مخارج سياسية”.
يشار إلى أن روسيا ترى أن قبول أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي، “خطوة لتسريع ضمها لحلف الناتو، وبالتالي تمثل تعديا صارخا على أمنها القومي”، حسب وهبي.
وهددت الخارجية الروسية، في وقت سابق، من أن موافقة الاتحاد على ضم كييف “سيؤدي إلى نهايته”.