وبحسب ما أوردت دورية “ناشيونال إنترست” فإن المشروع يعد أحد البحوث الرائدة في الطاقة الموجهة، والذي يبحث سبل الحصول على تكنولوجيا لنقل الطاقة الكهربائية العالية اللازمة لتشغيل منظومة إطلاق الأشعة الموجهة “الليزر” داخل الغواصة.
وبمعنى آخر ستصبح الغواصات البحرية عبارة عن بطاريات عملاقة، تقوم بتغذية منصات عائمة لإطلاق أشعة الليزر بالطاقة العالية المطلوبة، إلا أن البحث قائم على أن الغواصة ستقوم بسحب جهاز مولد كهربائي خارج بدنها يقوم بتغذية المنصة العائمة لإطلاق الليزر بالطاقة العالية المطلوبة.
ويقول بريان كلارك، ضابط غواصة سابق في البحرية الأميركية، إن المشروع برمته مبنى على فكرة بناء نظام ليزر خارج بدن الغواصة وربطه بها عبر موصلات تعمل على توصيل الطاقة الكهربائية من بين جسم الغواصة ومنصة إطلاق أشعة الليزر.
ومن أجل نجاح هذا المشروع يتعين على البحرية الأميركية أن تطور موصلا كهربائيا يوم بربط المولد الكهربائي من خارج بدن الغواصة بأنظمة إطلاق الأشعة عالية الطاقة يتم التحكم بها من داخل الغواصة.
وأضاف كلارك أن ذلك سيتم بتركيب جهاز لإطلاق الليزر على بدن الغواصة الخارجي، ويمكن أن يتم تنصيبه إما على برج الغواصة أو أحد صواري الغواصة (الهوائيات في البرج) بهدف إطلاق أشعة الليزر إما من تحت الماء أو من فوق سطح الماء مما يتيح تعطيل أجهزة الاستشعار البصرية للأهداف المعادية أو تدمير الطائرات الحربية المأهولة أو المسيرة (غير المأهولة الدرونز).
وتقوم شركة “أوبتيكال فيزيكس” التكنولوجية للفيزياء البصرية، ومقرها كاليفورنيا بتصميم جهاز توجيه لأشعة الليزر يتم تركبيه على هوائيات الغواصة، يمكن أن يقوم بتتبع الهدف وتصويب شعاع قطره 12 بوصة تقريبا على الهدف المراد إعطابه.
وإذا تمكنت البحرية من تطوير موصلات كهربائية وتوليد طاقة عالية تحت الماء وتزويد الغواصات الحربية بأسلحة الليزر الموجهة، فإن الإمكانات التكنولوجية الحربية ستكون هائلة جدا ومدمرة في نفس الوقت.
وأشار كلارك إلى أن تنصيب سلاح ليزر للغواصة يعمل فوق الماء، يقوم بإطلاق أشعة ليزر بطاقة 100 إلى 300 كيلوواط، سيكون قويا بما يكفي لتدمير الطائرات بدون طيار الصغيرة، وإلحاق الضرر بالطائرات الكبيرة، وإعطاب أجهزة الاستشعار البصرية، أو تعطيل الصواريخ المضادة للسفن.
وبيّن أنه إذا ما تم تطوير الجهاز للعمل تحت الماء فيمكن استخدام الليزر في مجال الاتصالات لكن هذا الأمر لن يكون ذا فعالية إلا في نطاق ترددات محددة.
لكن على الرغم من أن الفكرة تبدو مميزة، فإن تطبيقها ليس سهلا، إذ أن أسلحة الليزر لا تعمل تحت الماء، فيما لا ترتفع تلك الغواصات فوق سطح الماء إلا نادرا، بسبب تصميمها.
وحول هذه النقطة قال الخبير سيدارتا كاوشال من معهد “الخدمات الملكية المتحدة” إن إيجاد المكان المناسب لتركيب الجهاز على الغواصة سيكون صعبا، نظرا لوجود أجهزة استشعار أساسية على سطحها، بشكل مزدحم، مما يعني أنه لا بد من ابتكار تصميم جديد للغواصة.