من جانب آخر، أكد الجيش الروسي أنه استهدف “بصواريخ بالغة الدقة” مخزنًا كبيرًا قرب أوديسا في جنوب أوكرانيا يحوي أسلحة تسلمتها القوات الأوكرانية من الولايات المتحدة ودول أوروبية.
تطورات ميدانية وسط إعلان روسيا نيتها السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل مع دخول عملياتها العسكرية شهرها الثالث، حيث شهدت تحولات كبيرة خاصةً في الأيام الأخيرة، حيث حول الجيش الروسي جهوده نحو السيطرة على مناطق الساحل الأوكراني وإحكام السيطرة على 3 نقاط حيوية أيضًا وهي دونباس وخاركيف وميناء ماريوبول الاستراتيجي بمعمل أزوفستال المحاصر.
أهداف عسكرية جديدة لموسكو، وصفها محللون بالتغير في بوصلة التحرك على الأرض مع دخول العملية العسكرية شهرها الثالث، وهنا يقول الخبير العسكري الروسي شاتيلوف مينيكايف، إن الهدف من المرحلة الثانية للعملية الروسية واضح وهو عزل أوكرانيا والسيطرة على جميع المنافذ لمنع وصول السلاح الغربي والأميركي.
أهداف بوتن
الهدف الروسي المعلن من المرحلة الثانية ضمن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يهدف كذلك لضمان وجود ممر بري باتجاه شبه جزيرة القرم، ورغم تأكيدات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن قواته لا تزال تقاوم تقدم القوات الروسية في ماريوبول ويواصلون القتال بضراوة للدفاع عن مجمع “أزوفستال” الهائل للصناعات المعدنية، يتوقع مراقبون إعلان سقوط ماريوبول، خلال أيام.
في السياق، يؤكد الخبير العسكري الروسي شاتيلوف مينيكايف، خلال تصريحاته لـ”سكاي نيوز عربية”، أن ماريوبول قطعة حيوية مهمة أمام العملية الروسية، التي يتضمن جزئها الثاني أيضًا إنشاء ممر بري من دونباس وصولًا إلى مولدوفا، والهدف عزل بقية أوكرانيا عن البحر ومنع وصول إمدادات الأسلحة الغربية المتطورة إلى حكومة كييف.
في الوقت الذي سلطت وسائل الإعلام الغربية بقيادة أميركية جهودها للحديث عن جرائم الحرب وإبادة جماعية، نفذت بأيادٍ روسية ضد المدنيين الأوكرانيين على نطاق واسع، حظي مصنع “أزوفستال” الذي تم تدشينه عام 1930 باهتمام إعلامي وسياسي وعسكري واسع خلال الأيام الأخيرة.
“أزوفستال” يمثّل آخر جيوب المقاومة الأوكرانية القوية في ماريوبول الاستراتيجية، لكونه بمثابة قلعة خرسانية عملاقة أقيم على مساحة نحو 12 كيلومترا بين نهر كالميوس وبحر آزوف، ويملك ميناء شحن خاصًّا بها ومنظومة مركبة من المرافق تحت الأرضية.
وحسب بيانات وزارة الدفاع الروسية، يقدر تعداد المجموعة الأوكرانية المحاصرة داخل “أزوفستال” بينهم عناصر للقوات النظامية الأوكرانية وكتيبة “آزوف” القومية ومرتزقة أجانب، بما بين 1500 و2000 شخص.
من جانبه، يقول الباحث في الشؤون الدولية، أحمد سلطان، إن روسيا تريد تأمين مجالها الاستراتيجي عن طريق شن هجمات موسعة وناجحة في إقليم دونباس، وعزل دونباس وماريوبول الساحلية عن أوكرانيا وإعادة تشكيل الخريطة الأوكرانية بغض النظر عن جهودها العسكرية الثانوية الحالية في المحور الجنوبي للعملية العسكرية خاصة خاركيف.
وأضاف أحمد سلطان، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن أيضًا من الواضح إعادة توزيع روسيا قواتها المحمولة جوًّا وكتائب الدبابات بعد الانسحاب من خط العمليات حول العاصمة الأوكرانية كييف، لعزل شرق أوكرانيا وتحقيق أهداف المرحلة الثانية من العملية العسكرية وإحكام السيطرة.
وتوقع سلطان أن يكون لروسيا نصيب الأسد في مناطق الشرق الأوكراني لكن سيكلفها ثمنًا باهظًا لما اكتسبته قوات أوكرانيا من خبرات عسكرية وتزودها بمعدات وآليات وأسلحة غربية قوية؛ أبرزها مضادات متطورة للطائرات ومضادات للدروع يرسلها حلف الناتو والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في مواجهة الجيش الروسي خلال الأسابيع الأخيرة.
فرصة للاستسلام
الخميس الماضي، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وزير الدفاع سيرغي شويغو، بعدم اقتحام مصنع “أزوفستال” للصناعات المعدنية بعد ما حاصرت القوات الروسية المصنع مانحًا فرصة للمحاصرين من القوات الأوكرانية بالاستسلام ورفع الرايات البيضاء أعلاه.
في السياق ذاته، يوضح الخبير العسكري الروسي شاتيلوف مينيكايف، أن الهدف من تلك الفرصة هو منع استخدام واشنطن والغرب أي ذريعة لاتهام موسكو باستخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو التسويق لارتكاب جرائم حرب كما يشاع على حد وصفه.
من جانب آخر، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، في رسالة بمناسبة عيد القيامة عند المسيحيين الأرثوذكس بأن “الشر” لن يدمر البلاد وصلّى من أجل أن تعود السعادة للأطفال والأمهات الثكالى.
وقال في خطاب بالفيديو، وهو يقف داخل كاتدرائية القديسة صوفيا الشهيرة في كييف، التي يعود تاريخها لنحو ألف عام، إن أوكرانيا ستتغلب على الظلام الذي جاءت به الحرب.