وأكد لافروف في مؤتمره الصحفي، أن موسكو ستواصل محادثات السلام مع كييف التي اتهمها بـ”التظاهر بالتفاوض”.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” عن لافروف قوله إن “الخطر جسيم وفعلي ولا يمكن الاستهانة به”، في إشارة إلى احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وفضلا عن المسؤولين الروس، فقد حذر كبار الزعماء الغربيين كالرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، مرارا من أن أي صدام مباشر بين الناتو وروسيا في المعترك الأوكراني يعني بدء حرب عالمية ثالثة.

ويرى مراقبون وخبراء عسكريون أن تكرار التحذير من مغبة تطور الحرب الروسية الأوكرانية لحرب عالمية ثالثة، يعكس توصيفا واقعيا وليس مبالغا، وأنه كلما طال أمد الحرب في أوكرانيا بات ذلك الخطر داهما أكثر.

مواجهة أطلسية روسية

يقول أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات حسن المومني، إن “خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة قائم بقوة، خاصة مع طول مدة الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت الشهر الثالث، فمن الناحية العملية ثمة الآن مواجهة غير مباشرة أطلسية روسية في الساحة الأوكرانية”.

وتابع المومني في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “صحيح أنه لا يوجد صدام وقتال مباشر بين الجنود الروس والغربيين، لكن مع تزايد وتيرة مستويات التسليح الغربي لكييف والدعم المالي الهائل لها، قد تتطور المواجهة في أي لحظة لحرب كاملة بين الطرفين الغربي والروسي”.

ويضيف الخبير الاستراتيجي والعسكري: “استمرار الحرب على مدى 3 أشهر والإصرار الغربي على إلحاق الهزيمة بالروس في الميدان الأوكراني، والمضي قدما في دعم كييف عسكريا وسياسيا واقتصاديا، قد يقود صانع القرار الروسي نحو خيارات كارثية كاستخدام أسلحة نووية تكتيكية في بعض مناطق أوكرانيا أو حتى ضد دول مجاورة لها، مثل بولندا مثلا أو بعض دول البلطيق، وهو ما سيقود حتما لحرب عالمية ثالثة، في ظل إصرار طرفي الصراع على رؤيتهما وغياب الحلول الوسط الدبلوماسية”.

واستدرك المومني: “لكن في المدى القصير، لا زالت لدى موسكو هوامش للمناورة، وهي ليست محشورة في الزاوية كي نقول إنها وصلت لنقطة اللاعودة، واعتماد خيار اشعال حرب عالمية مع حلف الناتو”.

تحذيرات مدروسة

لكن من جهة أخرى، يقول الكاتب والباحث في الشؤون الدولية طارق سارممي، إن “الطرفين الروسي والأطلسي يحذران من خطر وقوع حرب عالمية ثالثة بفعل الشرارة الأوكرانية، لكنها غالبا تحذيرات مدروسة وردعية وتندرج في سياق ممارسة الضغوط المتبادلة، والتذكير بحقيقة أن نتيجة الصراع الروسي الغربي الحالي ستكون في المحصلة لا غالب ولا مغلوب”.

وأضاف سارممي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “عامل الردع النووي هو الحاسم، لأن الطرفين عملاقان نوويان وليس كما كانت الحال مثلا إبان الحرب العالمية الثانية، عندما استسلمت اليابان بعد ضربها بالقنابل النووية من قبل الولايات المتحدة في هيروشيما وناغازاكي”.

ويضيف الباحث في الشؤون الدولية: “لكن مع ذلك فلا ينبغي الاستهانة بهذه التحذيرات، كوننا نعيش تصاعدا مخيفا للتجاذبات بين الطرفين، وأدنى احتكاك ولو غير مقصود أو أي حادثة عرضية قد تدفع نحو توسع الحرب، حيث تحذر موسكو مثلا من أن قوافل المساعدات العسكرية الأطلسية ومخازنها في أوكرانيا هدف مشروع لها، مما قد ينجم عنه في حالة ترجمة هذا التهديد على الأرض، وقوع ضحايا واصابات في صفوف عسكريين مثلا من حلف الناتو، وهكذا فالعالم يسير بالفعل في حقل ألغام”.

skynewsarabia.com