وسلطت شبكة “سي أن أن” الأميركية الضوء على قصة ياداف (26 عاما) وغيره من الفقراء في الهند، الذين يدفعون ثمن التغير المناخي الذي صار سببا رئيسيا في وقوع سلسلة كوارث طبيعة مدمرة.
ويحاول قادة العالم المجتمعون في مدينة غلاسكو الأسكتلندية بحث السبل الكفيلة بتقليص انبعاثات الكربون، بما يساعد في تقليل الارتفاع المتسارع في درجة حرارة الأرض والتغير الكبير في المناخ.
لكن بالنسبة إلى الفقراء الهنود، فإن التعهدات على الورق لن تنقذ منازلهم، ذلك أن أزمة المناخ باتت في قلب منازلهم.
ويسكن ياداف في حي فقير شمالي مدينة مومباي، المركز التجاري للهند، ويقول: “استيقظنا على صراخ أناس يطلبون النجدة، بعدما ارتفع منسوب المياه إلى فوق رؤوسنا. رأيت بأم عيني أشخاصا جرفتهم المياه”.
ومنزل ياداف هو في الحقيقة كوخ هش من الخشب والبلاستيك، ورغم هشاشته إلا أنه تمكن لسنوات من أن يقي ياداف شر التشرد، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى جدار استنادي خرساني منع المياه الفيضانات المنزلية من تدمير المنزل.
لكن التغير المناخي جعل العواصف الموسمية أشد قسوة، فانهار الجدار ودمرت مياه الفيضانات المنزل اربع مرات في غضون ثلاث سنوات فقط.
وفي كل عام، تتسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية في موت الآلاف، وتحدث هذه الظاهرة الموسمية بين شهري يونيو وسبتمبر.
ورغم أنها ظاهرة طبيعية نتيجة انتقال الهواء الدافئ والرطب من المحيط الهندي نحو جنوب آسيا، إلا ان هذه الظاهرة صارت أكثر تطرفا مع تغير المناخ ولم يعد بالإمكان التبؤ بها.
ويعتبر الملايين من الفقراء الهنود مثل ياداف من بين الفئات الأكثر ضعفا في مواجهة الكوارث الطبيعية بشكلها الجديد، الأكثر قسوة.
وتقول المديرة العامة لمركز العلوم والبيئة وخبير البيئة الهندية المعروفة، سونيتا نارين: “المفارقة هي أن فقراء العالم هم في الواقع ضحايا التغير المناخي، حتى لو لم يكونوا هم من تسببوا بهذه المشكلة”.
وتفيد تقديرات البنك الدولي بأنه مع تفاقم أزمة التغير المناخي، أصبحت الفيضانات تشكل خطرا على نحو 35 في المئة من سكان الهند، أي ما يعادل 472 مليون شخص، وهؤلاء يعيشون في أحياء فقيرة.
ويقول ثوماروكودي، وهو مسؤول في برنامج للأمم المتحدة لمواجة الكوارث والنزاعات إن سكان الأحياء الفقيرة يميلون إلى العيش مساكن واهية، تكون أسسها أقل استقرارا وأكثر عرضة للكوارث الطبيعية.