وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن نبأ الكشف الجديد في مدرسة “ماريفال إنديان ريزيدنشيال”، الواقعة على بعد 140 كيلومترا من ريجينا عاصمة المقاطعة “أحزنه للغاية”، وأضاف قائلا للسكان الأصليين إن “الأذى والصدمة التي تشعرون بها تتحملها كندا بأكملها”.
من جهته، قال قائد الشرطة للصحفيين إنه لم يتضح عدد رفات الأطفال، مضيفا أن الكنيسة التي كانت تدير المدرسة أزالت شواهد القبور.
وقال “لم نحرك شواهد القبور. إزالة شواهد القبور جريمة في هذا البلد. نتعامل مع المكان باعتباره مسرح جريمة”، بحسب ما ذكرت رويترز.
يشار إلى أنه عثر في أواخر مايو الماضي على مقبرة جماعية واسعة للأطفال، غربي كندا، في اكتشاف يعيد إلى الأذهان ما كابده السكان الأصليون في البلاد، عندما كان الصغار يتعرضون للإبعاد قسرا عن عائلاتهم، حتى ينسوا ثقافتهم الأم.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية، فإنه عثر على رفات 215 طفلا، بينهم صغار لم يتجاوزوا 3 أعوام من أعمارهم عندما فارقوا الحياة.
وعثر على رفات الأطفال داخل مدرسة داخلية، كانت تجبرُ الصغار على الإقامة فيها بعيدا عن العائلات، في منطقة “كولومبيا البريطانية“، أقصى غربي البلاد.
وعندما كان الطفل يختفي بشكل غامض، لم تكن العائلات تحصل بالضرورة على جثمانه من أجل القيام بالدفن، وفي بعض الأحيان، تقدمُ لهم روايات غير مقنعة أو مبهمة.
يشار إلى أن نظام التعليم الداخلي الذي كان متبعا في الفترة من 1831 إلى 1996، تضمن نقل نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين من عائلاتهم وإحضارهم إلى مدارس كاثوليكية داخلية تدار بالوكالة عن الحكومة الاتحادية.
وهذه المدرسة التي عُثر فيها على المقبرة، فتحت أبوابها بدءا من 1890 من أجل استقبال أطفال السكان الأصليين، واستمرت حتى سبعينيات القرن الماضي.
وقال أحد الناجين من “المدارس المروعة”، إن الأطفال كانوا يتوارون فجأة عن الأنظار، ولم يكونوا يسلمون من الاعتداء الجنسي ومختلف الانتهاكات الأخرى.
ووصفت لجنة الحقيقة والمصالحة التي شكلت قبل 5 سنوات، ما كان يحدث في هذه المدارس بـ”الإبادة الثقافية”.
وذكرت بيانات اللجنة أن ما يقارب 4100 من الأطفال الصغار توفوا في تلك المدارس، سواء بسبب إساءة المعاملة أو من جراء الإهمال.
وكان أطفال السكان الأصليين ممنوعين في هذه المدارس من الحديث بلغتهم الأم أو ممارسة طقوسهم الثقافية، والمخالفون يتعرضون لعقوبات قاسية.