وأكد الجابر خلال الزيارة على أن القيادة في دولة الإمارات توجه دائما بدعم جهود التنمية المستدامة ومد جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي، وأنها حريصة على تطوير الشراكة مع جمهورية باكستان الإسلامية في مختلف المجالات من أجل تحقيق المصلحة المشتركة لشعبيهما، بما في ذلك دعم مشروعات الطاقة المتجددة في باكستان.
وناقش الجابر مع رئيس الوزراء الباكستاني خلال الزيارة التي جاءت ضمن جولة الاستماع والتواصل العالمية التي يجريها بصفته الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف “COP28” أولويات أجندة “COP28” خاصة إعداد خطة عمل فعالة للاستجابة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم المحرز في تحقيق أهداف اتفاق باريس، وتوفير التمويل المناخي، وتفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار، وزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2023، والتكيف مع تداعيات تغير المناخ وضمان المرونة في مواجهتها والحلول القائمة على الطبيعة.
والتقى سلطان الجابر أيضا وزيرة التغير المناخي والبيئة، شيري رحمن، لمناقشة التحديات التي تواجه باكستان نتيجة الظروف الجوية القاسية الناجمة عن تغير المناخ.
وقال الجابر إن تغير المناخ له بالفعل تأثير شديد على حياة مليارات البشر، والشعب الباكستاني يعرف هذا حق المعرفة، مشيرا إلى فيضانات العام الماضي المدمرة التي ألحقت الضرر بما لا يقل عن 30 مليون فرد وأدت إلى تشريد الملايين ودمار البنية التحتية وخسائر اقتصادية كبيرة.
وأضاف أن رئاسة “COP28” عازمة على تحفيز العالم للتركيز خلال المؤتمر على تلبية احتياجات الناس وتحقيق آمالهم والاستماع إلى أصواتهم والاستجابة لمطالبهم عبر الطموح والعمل.
مذكرة تفاهم مشتركة
وشهد الجابر وشريف على توقيع مذكرة تفاهم بين الإمارات وباكستان لتعزيز التعاون في الاستثمار بمشروعات الطاقة المتجددة وتطويرها في باكستان دعما لجهودها في تسريع الانتقال بقطاع الطاقة.
وشدد الجابر على حاجة العالم إلى بناء منظومة الطاقة المستقبلية بالتزامن مع خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية، بما يشمل زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كل من كفاءة الطاقة وإنتاج الهيدروجين مع ضرورة تحقيق صافي انبعاثات صفري من غاز الميثان بحلول عام 2030 والحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأضاف: يجب توفير مزيد من التمويل المناخي بشروط ميسرة، وتطوير مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية المتعددة الأطراف، مع تحفيز القطاع الخاص للقيام بدور أكبر في تمويل المناخ، ولا بد من وفاء الدول المتقدمة بالتزامها بتوفير مبلغ الـ100 مليار دولار من التمويل المناخي سنويا لدول الجنوب العالمي وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار.
وخلال زيارته، ألقى الجابر كلمة في أكاديمية الخدمات الأجنبية التابعة لوزارة الخارجية الباكستانية، تناول فيها ضرورة إعادة العالم إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
كما التقى الجابر خلال زيارته عددا من أعضاء برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ التابع لمؤتمر الأطراف “COP28“، وممثلي منظمة “YOUNGO”، الذراع الشبابية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وأكد الجابر حرص الإمارات على أن يكون “COP28” أكثر مؤتمر أطراف احتواء للجميع، بحيث يجمع كافة المعنيين على طاولة المفاوضات، ويتبع نهجا شاملا وكليا لمواجهة التحديات العالمية التي يمثلها تغير المناخ.