وتحتدم المعارك حول خيرسون التي تتميز بأهمية الاستراتيجية، وسط حديث أوكرانيا عن أن روسيا تستهدف البنية التحتية ومراكز الطاقة بهدف إغراق الجارة الغربية بالعتمة والصقيع، بهدف كسب الحرب.
ولعب الشتاء دورا رئيسيا في التاريخ العسكري الروسي والأوكراني، فقد كان عاملا حاسما في انتصارهم على نابليون وألمانيا النازية.
الجنرال الأبيض
وفق تقارير غربية، فإن الشتاء والثلوج واستهداف محطات الطاقة سيحرم الأوكرانيين من التدفئة والنقل وإمدادات المعارك.
وفي هذا الصدد، أكد عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، أن الأوكرانيين سيتجمدون حتى الموت هذا الشتاء إذا لم يرسل الغرب على وجه السرعة الأغطية والمولدات للحفاظ على دفئهم، وفق صحيفة “تلغراف” البريطانية.
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة ليلا في جميع أنحاء أوكرانيا، لتصل إلى أدنى مستوياتها عند 20 درجة مئوية تحت الصفر في بعض أجزاء البلاد.
ويرى مسؤولون أمنيون وخبراء عسكريون أن الطقس سيكون عاملا حاسما في الحرب الأوكرانية، وفقا لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.
ومن شأن انخفاض درجات الحرارة أن يؤدي إلى:
- صعوبة تشغيل المعدات أو إخفاء الألغام تحت الثلوج.
- زيادة الطلب على الوقود للمولدات.
- نقل الإمدادات خلال الليل حيث ينخفض الغطاء الميداني.
- توقف أنظمة الملاحة لبعض الطائرات المسيّرة.
- سرعة الرصاص تصبح أكبر بطء بسبب كثافة الهواء.
من الرابح في “حرب الشتاء”؟
وأصبحت كييف وموسكو في سباق مع الزمن قبل أن يعقّد الشتاء العمليات العسكرية.
وذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية بأن فصل الشتاء أو ما وصفته بـ”الجنرال الأبيض” تدخل 4 مرات عبر التاريخ لصالح روسيا، ضد المغول أولا، ثم ضد السويديين والفرنسيين، وأخيرا ضد الألمان، متسائلة هل سيفعلها بحرب أوكرانيا؟
ويقول أليكسي ملينيك، المقدم السابق بسلاح الجو الأوكراني، إن “الطقس له تأثير على كافة الأنشطة ومنها العسكري، وسيشمل تأثيره كلا الجانبين الروسي والأوكراني”.
ووفق “فاينانشيال تايمز”، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يراهن على ضعف معنويات المدنيين الأوكرانيين وقدرة كييف على دعم قواتها بعد تدمير 40 بالمئة من البنية التحتية للطاقة الأوكرانية.
وتشير الصحيفة إلى أن استراتيجية بوتين تعتمد على الطقس البارد لإبطاء وتيرة الحرب، لأن ذلك سيساعد قواته في الحفاظ على خطوط دفاعها والاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها.
لكن الحقول الموحلة ستلزم شاحنات الإمداد الثقيلة الروسية على الالتزام بالطرق المعبدة لتجنب المستنقعات، وهو أمر قد سيعزز قدرة الأوكرانيين على استهداف خطوط الإمداد واللوجستيات الروسية.
ورغم أن الأراضي الموحلة ستحد من قدرة أوكرانيا على شن هجمات مضادة، إلا أن كييف تمتلك مزايا الحفاظ على إمدادت قواتها ودفئها بعد أن زودتها كندا بنصف مليون زي عسكري شتوي، وإمدادت السكان المحليين وبينها الغاز المخزّن.
خطتا روسيا وأوكرانيا
ويقول أستاذ دراسات الحرب في جامعة وارويك، أنتوني كينغ، إن الأوكرانيين لاستمرار معاركهم خلال الشتاء سيكونون بحاجة إلى مزيد من الخدمات اللوجستية لدعم الأفراد بسبب برودة الطقس.
ويضيف: “سيكونون بحاجة إلى المزيد من الوقود، وهو ما سيضطرهم إلى الدفاع عوضا عن الهجوم خلال الشتاء”.
أما اللواء المتقاعد الأسترالي ميك ريان، فيقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه: “من الممكن مقارنة معركة الشتاء في أوكرانيا بحرب الشتاء الروسية الفنلندية في نوفمبر 1939.
ويضيف: “رغم التأثيرات التكتيكية للطقس البارد على العمليات العسكرية إلا أن هناك أمثلة تاريخية على أنه لم ينه الحروب مثل معركة “الثغرة” في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية”، مشيرا إلى أنه “يمكن للأوكرانيين الاستفادة من الفنلنديين خلال حرب الشتاء”.
ويتابع: “الاستراتيجيتان الروسية والأوكرانية تستندان إلى استمرار المعارك في الشتاء، وبالنسبة إلى موسكو فهدفها تجميد الحرب بهذا الفصل حتى 2023، مكتفية بحشد المزيد من قواتها وشن ما وصفه بـ”حرب الطاقة الاستراتيجية”، للضغط على كييف إما لوقف إطلاق النار أو الدخول في تسويات ومفاوضات.
أما بالنسبة لأوكرانيا ستستمر في عمل حالة زخم حول المعارك واستخدام الشتاء فرصة لمواصلة استعادة أراضيها.
وحول تأثير الشتاء على سير المعارك يقول الجنرال ميك ريان، سيضع تحديات أمام الجانبين وبينها:
استنزاف طاقة الجنود بشكل أسرع من الظروف العادية.
- صعوبة استخدام سلاح الطيران.
- إبطاء حركة المركبات بكافة أنواعها نظرا لوجود المستنقعات.
- يؤثر على الدعم اللوجيستي للجيشين.
- عمليات التمويه والاختفاء للقوات والمعدات في الشتاء أمر صعب.
- اختفاء أوراق الأشجار والألوان الخضراء التي نصبها على أجسام معظم المركبات العسكرية ما يكشفها للقوات المعادية.
- حرارة البشر والمعدات تفوح أكثر في البيئة الباردة.