وقالت قوات الدفاع الإثيوبية الفيدرالية في بيان إنها بسطت سيطرتها على مدينة أدي غرات، في سياق تقدمها نحو عاصمة الإقليم المضطرب ميكيلي.
وتبعد أدي غرات عن عاصمة تيغراي 120 كيلومترا.
ويصعب التحقق من تأكيدات جميع الأطراف، بسبب تعطل خطوط الهاتف والإنترنت منذ بداية الصراع في الرابع من نوفمبر الجاري.
وكانت القوات الإثيوبية طوقت أدي غرات، الجمعة، وسيطرت على مدينة أكسوم المجاورة، بعد معارك مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي المتمردة.
وتقول حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد إن قواتها حققت سلسلة من الانتصارات وستصل قريبا إلى عاصمة الإقليم، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة، وتحظى الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي هناك بدعم قوي وتاريخ حافل بالقتال.
ويأتي هذا التقدم الميداني في ظل عدم تجاوب حكومة أحمد، سواء سلبا أو إيجابا، مع المبادرة الإفريقية لحل النزاع.
وكانت أديس أبابا رفضت جميع الوساطات الأولية خلال الأسبوعين الأخرين، اللذين شهدا قتالا شرسا بين الطرفين.
وتقول الحكومة الاتحادية إن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي “قوّضت الدستور والقانون باعتدائها على القوات الاتحادية”.
وشنت الحكومة الاتحادية حملة عسكرية على منطقة تيغراي شمالي البلاد، في الرابع من نوفمبر الجاري، بهدف معلن هو إطاحة الحزب الحاكم فيها، الجبهة الشعبية، التي يتهمها بتحدي حكومته والسعي لزعزعة استقرارها.
وشكّل ذلك تطورا كبيرا في الخلاف بين الحكومة الفدرالية والجبهة، التي هيمنت على مقاليد السياسة الوطنية بالبلاد لما يقرب من 3 عقود حتى اندلاع الاحتجاجات التي أوصلت أحمد للحكم في 2018.
وقتل مئات الأشخاص وربما الآلاف في النزاع الدائر منذ أسبوعين في ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، وفر عشرات الآلاف صوب السودان المجاور.
وكانت مصادر ذكرت لوكالة “فراس برس” مؤخرا أن جهودا تُبذل خلف الكواليس لتشجع الطرفين على الدخول في محادثات بضغط من الاتحاد الإفريقي، لكن المبادرة قوبلت بمقاومة من السلطات في أديس أبابا التي تصر على ضرورة القضاء على التهديد الذي تمثله الجبهة.
وقال مصدر دبلوماسي لم يرغب في ذكر اسمه: “الإثيوبيون يقولون إنها مسألة داخلية وسيتعاملون معها. يقولون إنها (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي) عنصر مارق داخل حدودهم وإن الأمر (التصدي لها) يتعلق بسيادة القانون”.
ويبلغ عدد سكان تيغراي حوالى 5 ملايين نسمة، حيث يتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي في إثيوبيا، ويحكم الإقليم الجبهة الشعبية، ورئيسها جبرا ميكائيل.