تغيير النتائج غير المعهود أرجعته مجلة “ذا نيشن” الأميركية، إلى “موجة الشباب من الناخبين”، التي قلبت الرواية التقليدية، حيث تعمل هذه المجموعات على الأرض منذ شهور في الولايات الحاسمة، وتقوم بتثقيف الشباب وحثهم على التصويت.
وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات، أداء ضعيفا للجمهوريين في مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب، رغم أن الانتخابات النصفية لم تحمل أنباء إيجابية للحزب السياسي الذي يدير البيت الأبيض إلا نادرا، غير أن النتائج كانت أفضل من المتوقع للحزب الديمقراطي.
ومع استمرار فرز الأصوات، لاحظ النشطاء والمرشحون والمعلقون السياسيون أهمية الناخبين الشباب، بما في ذلك أعضاء “الجيل زد” (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما) وجيل الألفية (الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و40 عاما)، الذين ساعدوا أيضا الرئيس جو بايدن في هزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب، بشكل حاسم في عام 2020.
استطلاعات الرأي “همشت دور الشباب”
- مجلة “ذا نيشن” نقلت عن مجموعة من الشباب، أن استطلاعات الرأي والتقارير التي تجريها معظم المنافذ الإخبارية “تفتقر إلى المشاركة المتزايدة من قبل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما”.
- هذه المجموعة الديموغرافية، كما يقولون، مدفوعة بثلاث قضايا رئيسية، هي “عنف السلاح والإجهاض وتغير المناخ”، وتفضل الديمقراطيين على الجمهوريين بهامش اثنين إلى واحد تقريبا.
- مجموعات شبابية كـ”مسيرة من أجل حياتنا”، و”حركة شروق الشمس”، و”جيل زد من أجل التغيير”، قلبت الرواية التقليدية بمجهود شاق على الأرض خلال العام الأخير.
- النتائج الحالية تحدث عنها استطلاع أجراه معهد السياسة في مدرسة كينيدي بجامعة هارفارد، أواخر سبتمبر الماضي، والذي كان يقيس “بدقة” مشاركة الشباب في الانتخابات وتفضيلاتهم لمدة 20 عاما.
- الاستطلاع وجد أن “40 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يقولون إنهم بالتأكيد سيصوتون في انتخابات التجديد النصفي” في 8 نوفمبر، وأنه “من المحتمل أن يتجاوز إقبال الشباب لعام 2018 الذي حطم الرقم القياسي”.
- ووجد نفس الاستطلاع أن 57 في المائة من الناخبين الشباب يفضلون السيطرة الديمقراطية على الكونغرس، بينما يفضل 31 في المائة سيطرة الجمهوريين.
الشباب “أنقذوا الانتخابات”
المدير التنفيذي لـ”حركة شروق الشمس” (شبابية معنية بالمناخ)، فارشيني براكاش، قال:
- الشباب أنقذوا هذه الانتخابات.
- في جولتين متتاليتين، أثبت الشباب أن “الجيل Z هو كتلة تصويت حيوية يمكن أن تكون حجر الأساس للحزب الديمقراطي، وستكون كذلك.
- يجب على قادتنا الاستثمار فينا، بدءا من المرشحين الذين يناضلون من أجل القضايا الأكثر أهمية لجيلنا، إلى تقديم السياسة على المستوى الفدرالي التي تجعل حياتنا أفضل، إلى استثمار الأموال في الشباب.
- يفوز الديمقراطيون بالناخبين الشباب بهامش كبير. بالنسبة لنا، لم يكن الأمر يتعلق فقط بمنافسة الجمهوريين، ننتقل للنضال من أجل القضايا التي يواجهها جيلنا كل يوم، مثل أزمة المناخ الوشيكة، وحماية حرياتنا الإنجابية، وإنهاء العنف المسلح في مدارسنا. على الحزب الديمقراطي أن يفهم ذلك إذا أردنا الفوز.
بدورها، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- الأطفال الذين كانوا بالمدرسة الثانوية في وقت إطلاق النار في باركلاند (2018) وصلوا الآن إلى سن التصويت، ويرفضون عنف السلاح، لذلك فإن ميولهم تتوافق مع الديمقراطيين الذين يسعون لتقنين حيازة الأسلحة.
- الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عاما، كانوا أكثر نشاطا من المعتاد بالنسبة لتلك الفئة العمرية.
- مع ذلك، فهم ليسوا فقط العامل الوحيد في مساعدة الديمقراطيين؛ إذ ساهم في ذلك الاستراتيجية الفاشلة من قبل الجمهوريين الذين حظوا بإقبال أقل بكثير مما كان متوقعا بشكل عام، والذين أنتجوا مرشحين مستقطبين لم يحشدوا معظم القاعدة ودفعوا المستقلين بعيدا.
- تمت تعبئة الديمقراطيين الشباب في الغالب بشأن القضايا الاجتماعية، مثل الإجهاض والسيطرة على الأسلحة، في الواقع هناك عامل آخر يُلاحظ وهو فشل الجمهوريين في الوصول إلى الجمهوريين الليبراليين في الولايات الزرقاء.
- تحول عدد من الجمهوريين إلى التصويت للديمقراطيين بسبب القضايا الاجتماعية، ووجدوا أن بعض المرشحين المدعومين من ترامب كانوا حازمين للغاية بشأن تلك القضايا، لدرجة أنها دفعتهم للتصويت ضدهم حتى على حساب السياسة الاقتصادية التي يحتمل أن تكون أفضل.