وكانت وكالة “رويترز”، قالت الجمعة، إنها حصلت على تسجيل مصور يظهر تجربة المنظومة الصاروخية على ساحل تركيا المطل على البحر الأسود.

وظهر في التسجيل الذي تم تصويره في مدينة سينوب الساحلية عمود رفيع من الدخان يرتفع نحو السماء.

وفي الأيام الماضية أصدرت تركيا اخطارات تفيد بفرض قيود على المرور عبر المجال الجوي وفي المياه قبالة المنطقة الساحلية لإجراء اختبارات الإطلاق

وأكد مسؤول أميركي أن بلاده رصدت تشغيل تركيا لمنظومة “إس- 400” الصاروخية.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع التركية إنها لن تنفي أو تؤكد إجراء اختبارات لإطلاق صواريخ من منظومة إس-400.

 ردود الفعل القوية

وجاءت أقوى ردود الفعل من الولايات المتحدة، التي عبرت على لسان المتحدثة باسم الخارجية، مورغان أورتاغوس، التي نددت بتجربة المنظومة الصاروخية الروسية.

وقالت أورتاغوس إن الولايات المتحدة حذرت مستويات رفيعة في حكومة أنقرة من “عواقب وخيمة” على العلاقات الأمنية مع واشنطن، مشددة على أن الأمر لا يتسق مع مسؤولية تركيا في حلف شمال الأطلسي.

أما وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فقالت إنه تم طرد تركيا من برنامج “إف- 35” بسبب المنظومة الصاروخية التي اعتبرتها عائقا أمام تحقيق أي تقدم في مجالات أخرى.

وأدلى المشرعون الأميركيون بدلوهم في الأمر، إذ قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جيم ريتش، إن التجربة الصاروخية أمر غير مقبول من بلد عضو في حلف شمال الأطلسي، مشدد على أن الخطوة تلحق ضررا شديدا بالحل، وقال: “يجب معاقبة تركيا”.

ويعتمد هؤلاء في دفعهم الإدارة الأميركية إلى معاقبة تركيا على قانون يفرض عقوبات على الدول التي تعزز علاقاتها الدفاعية مع موسكو.

وخلال زيارة إلى تركيا في وقت سابق من هذا الشهر، أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أنه لا يمكن دمج النظام الصاروخي الروسي في نظام الدفاع الجوي والصاروخي لحلف الناتو، وقد يؤدي إلى فرض عقوبات من طرف أميركا، أبرز أعضاء الحلف.

 فلماذا كل هذا القلق من تشغيل نظام إس 400 في تركيا؟

عمليا، بدأت تركيا في تشغيل هذه المنظومة الصاروخية قبل تجربة البحر الأسود، إذ أفادت تقارير إعلامية في أثنيا بأن أنقرة فعّلت النظام، لتعقب المقاتلات اليونانية قبل أسابيع، الأمر الذي دق ناقوس الخطر لدى الناتو، فاليونان عضوة في الحلف.

لكن الأخطر من ذلك هو أن المقاتلة الأكثر تطورا في العالم (إف-35) قد تكون معرضة لخطر الاختراق في حال تحليقها شرقي البحر الأبيض المتوسط.

ويشعر قادة حلف الأطلسي بالقلق من أن روسيا ستحصل على المعلومات من خلال القرصنة أو برامج التجسس مخفية في أنظمة “إس -400.

ويحمل قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتشغيل المنظومة الروسية مخاطر أخرى،

فقد وقعت تركيا صفقة إس -400 مع روسيا في عام 2017. وبدأ تسليم أول أربع بطاريات صواريخ بقيمة 2.5 مليار دولار في يوليو من العام الماضي.

وردت الولايات المتحدة بطرد أنقرة من مشروع تصنيع المقاتلة الشبحية (إف- 35)، وكبدت الصناعات الدفاعية التركية خسائر قدرت بنحو 12 مليار دولار، بحسب موقع “ديفينس نيوز” المتخصص في الشأن العسكري.

ووجود نظام دفاعي جديد في دولة عضو في الناتو مثل تركيا سيتطلب مدربين ودعما ميدانيا، مما يثير جميع أنواع المخاوف الأمنية، فالروس سيصبحون في قلب المنطقة الحيوية للحلف وبالقرب من مقاتلات “إف- 35”.

وتقول تركيا إن الصواريخ الروسية والقواعد التي ستعمل بها الطائرة “إف- 35” الأميركية ستكون منفصلة جغرافيا، لكن هذا التصريح لا يبدد قلق الناتو الذي يعتقد بأن موسكو قد تسطو على بيانات المقاتلة المتطورة، وربما تفيد الروس في محاولة فهم إسقاطها.

وعلى المستوى الأكبر، يعد تشغيل تركيا للمنظومة الصاروخية الروسية انجرافا جديدا لأنقرة صوب موسكو، الأمر الذي يعده كثيرون واحدا من أبرز التطورات الجيوسترتيجية في السنوات الأخيرة، خاصة مع أنشطة روسيا التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلف الناتو، وبسبب مكانة تركيا في الناتو.

مشكلة عسكرية تقنية

وقد يكون في وسع الولايات المتحدة حرمان أنقرة من نظام “مود5” الأكثر تطورا والخاص بتحديد هوية الطائرات وما إذا كانت عدوة أو صديقة.

وكان من المفترض أن يتم توزيع هذا النظام على أعضاء الناتو خلال العام الجاري 2020.

ويرد خبراء عسكريون الأمر إل أن روسيا، في حال تسلم تركيا النظام الجديد، قد تتمكن من فك شيفرة رموز الناتو في تحديد الطائرات بسرعة، لذلك، لن تسمح الولايات المتحدة بحدوث الأمر.

وفي حال عدم تسلم أنقرة لهذا النظام، فهي ستكافح للتمييز بين طائرات الناتو وتلك المعادية، بحسب تقرير منظمة “الدفاع عن الديمقراطية”.

skynewsarabia.com