لم يفت أكثر من أسبوع على إعلان واشنطن نيتها إمداد كييف بالذخائر العنقودية، المحرمة في 100 دولة، حتى أكد قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر تارنافسكي، الخميس، أن الجيش حصل عليها، متوقعا أن يغيّر ذلك بشكل جذري الوضع الميداني بشكل يجعل بلاده “تتفوق” على موسكو.
أول ضربة بالسلاح المحرَّم
الأكاديمي والمحلل السياسي الأوكراني، خليل عزيمة، يرجح أنه بعد تعهد قادة مجموعة السبع في قمة “حلف الناتو” في ليتوانيا، الأربعاء، بتقديم دعم طويل المدى لأوكرانيا، وقرار فرنسا تقديم صواريخ “سكالب” بعيدة المدى لها فإن كييف “ستجهز عملية شاملة”.
ويوضح عزيمة ملامح هذه العملية، والمناطق التي ستستهدفها كالآتي:
- أوكرانيا ستستخدم الذخائر العنقودية على محور باخموت، خصوصا بعد أن فرض الجيش الأوكراني شبه حصار على المدينة.
- حصار باخموت سيستمر إما بانسحاب القوات الروسية، أو استسلامها، أو استخدام القنابل العنقودية للقضاء عليها.
- سيتم ضرب مناطق تجمع وحشد القوات الروسية وخطوط الإمداد لإتمام الهجوم المضاد الأوكراني.
- استخدام هذه الذخائر سيفتح المجال للجيش الأوكراني بتعديل ظروف المعارك، وتسهيل عمليات الهجوم لاستعادة الأراضي، خاصة بعد أن تحول الجيش الروسي من حالة هجومية إلى حالة الدفاع عن الأراضي التي احتلتها.
هدف “التحرير”
عن سقف طموح بلاده بعد تسلمها القنابل العنقودية، واستقوائها بالدعم الجديد من حلفائها، يقول النائب الأوكراني سفيتسلاف يورش، إن كييف “ستحاول تحرير المناطق التي تسيطر عليها موسكو، وستزيل جميع أفخاخ الروس”.
وكانت أوكرانيا قد ذكرت أن الهجوم المضاد الذي أعلنت عن شنه في 10 يونيو هدفه “تحرير” المناطق التي سيطرت عليها روسيا من أوكرانيا، وهي شبه جزيرة القرم، ولوغانسك، ودونستيك، وخيرسون، وزابوريجيا، لكن بعد فشل الهجوم حتى الآن في المهمة، رُجِّح أن أحد الأسباب هو إغراق روسيا للمناطق بالألغام، ما أعاق تقدم الأوكرانيين.
لكن النائب الأوكراني يؤكد أن الأمر الآن “يجري بشكل ممتاز، ونحرز فيه تقدما كبيرا بشكل ملحوظ”.
“نطاق ضيق”
في رد فعله على تزويد أوكرانيا بالقنابل أو الذخائر العنقودية، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في وقت سابق، إن بلاده تمتلك الذخائر العنقودية لكنها “امتنعت عن استخدامها خلال العملية الخاصة”.
إلا أنه تعهد بأنه “إذا زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بذخائر عنقودية، فستضطر القوات المسلحة الروسية إلى استخدام أسلحة مماثلة ضد القوات الأوكرانية”.
وتحدثت الثلاثاء، وسائل إعلام روسية رسمية عن استخدام القوات الأوكرانية الذخائر العنقودية في مدينة توكماك في زابوروجيا، وهو ما لم تعلن كييف مسؤوليتها عنه.
وتتعهد أوكرانيا حتى الآن باستخدام هذه الذخائر “في نطاق ضيق”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وقال المتحدث العسكري الأوكراني، فاليري شيرشين، مساء الخميس، إن هذه الذخائر ستستخدم فقط من أجل “طرد تجمعات جنود العدو”.
وتتكون الذخائر أو القنابل العنقودية من حاوية تفتح في الهواء، وتنثر أعدادا كبيرة من القنابل أو الذخائر الصغيرة المتفجرة لتنتشر على مساحة واسعة.
ويتراوح عدد الذخائر الصغيرة من عدة عشرات إلى ما يربو على 600 قطعة، وتستهدف تدمير الأهداف العسكرية المنتشرة على مساحة واسعة، مثل تشكيلات الدبابات والمشاة.