وقال قديروف في رسالة على تلغرام “في رأيي أنه ينبغي اتخاذ إجراءات أكثر حزما، وصولا الى إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية محدودة القدرة”.
ويأتي حديث قديروف عن إجراءات قال إنها أكثر حزما، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، السبت، أنها بدأت عملية اقتحام بلدة ليمان الاستراتيجية شرقي البلاد، بينما ذكرت موسكو أن قواتها انسحبت من هناك.
وكتبت الوزارة على تويتر “قوات الهجوم الجوي الأوكرانية تدخل ليمان بمنطقة دونيتسك“.
في وقت سابق، قال الجيش الأوكراني إنه «يحاصر» آلافًا من الجنود الروس في هذه البلدة الواقعة في منطقة دونيتسك التي ضمتها روسيا الجمعة.
وقال متحدث عسكري أوكراني، في بيان بث على التلفزيون الحكومي، إن هناك معارك مستعرة مع القوات الروسية في ليمان، مع بدء عملية الاقتحام، وفق “رويترز”.
وفي سبتمبر الماضي، قدم الكاتب والأكاديمي المختص في شؤون السلاح النووي، جوزيف كيرينسيون، أربعة سيناريوهات، لهجوم روسيا بالسلاح النووي على أوكرانيا أو على الغرب بشكل عام.
السيناريو الأول: هجوم استعراضي
في هذه الحالة، يمكن أن تقوم روسيا بإلقاء سلاح نووي على منطقة غير مأهولة، كأن يجري ذلك على البحر الأسود مثلا، والهدف هو إظهار أن موسكو جادة في تهديداتها وليست بصدد المزاح.
وإذا قامت روسيا بهذا الأمر، فإنها ستكون بصدد الرهان على إخافة الغرب، من أجل دفعه إلى التراجع، لا سيما أن التقدم الذي أحرزه الأوكرانيون، مؤخرا، يعود بالأساس إلى الدعم العسكري السخي الذي حصلوا عليه من واشنطن وحلفائها.
ويقول خبراء إن هذا الهجوم قد لا يوقع خسائر في الأرواح، لكنه سيحدث حالة هلع في العالم، لأن السلاح النووي لم يجر استخدامه في المعارك منذ 77 سنة.
ولن تضطر الولايات المتحدة إلى الرد عسكريا، في حال وقع هجوم من هذا القبيل، لكن روسيا قد تجد نفسها في عزلة أكبر دوليا، لأن الصين والهند قد تضطران إلى أخذ مسافة أكبر منها.
الخيار الثاني: سلاح محدود القوة
بوسع روسيا أيضا أن تلقي سلاحا نوويا محدود القوة على منشأة عسكرية أوكرانية، في خطوة قد تؤدي إلى مقتل المئات وحتى الآلاف، إلى جانب خسائر مادية فادحة.
في هذه الحالة، قد تلجأ روسيا إلى الضرب بواحد من الرؤوس الحربية التي يصل وزنها إلى 10 كيلوطن، وذلك عن طريق صواريخ “كروز” يجري إطلاقها من منصات أرضية.
ومن بين هذه الصواريخ التي قد يتم الاعتماد عليها، صاروخ “إسكندر” الذي جرى استخدامه بشكل مكثف في الحروب، عبر رؤوس حرب تقليدية.
وفي حال وقوع هذا الهجوم، سيجري سماع انفجار هائل يعادل انفجار 10 آلاف طن من المواد المتفجرة، لكن هذا النطاق يظل محدودا من منظور نووي.
ويصل وزن القنبلة التي دمرت هيروشيما إلى 15 كيلوطن، فيما يصل وزن أغلب الرؤوس النووية الحربية لدى جيشي الولايات المتحدة وروسيا، إلى معدل يتراوح بين 100 وألف كيلوطن.
الخيار الثالث: سلاح بقوة هائلة
في هذا السيناريو، قد تلقي روسيا سلاحا يتراوح مداه بين 50 و100 كيلوطن، أي ما يزيد عن قنبلة هيروشيما، بثلاثة إلى ستة أضعاف.
وإذا وقع هذا الهجوم، فإن عشرات الآلاف من الأشخاص قد يلقون حتفهم، فيما سينتشر الإشعاع النووي على نطاق واسع.
وفي حال استهدف الهجوم العاصمة الأوكرانية كييف، فإن ذلك يعني تصفية القيادة السياسية في البلاد بشكل تلقائي، وهذا المدى سيستدعي ردا من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، لكن الرد لن يكون نوويا بالضرورة.
وربما ترد واشنطن مع حلفائها، بتوجيه ضربات قوية ودقيقة للقوات الروسية الموجودة في مناطق أخرى من أوكرانيا، وهو أمر أحجمت على القيام به حتى الساعة، تفاديا لانزلاق قد يوقع في رحى حرب عالمية ثالثة.
السيناريو الرابع: هجوم نووي على الناتو
هذا السيناريو هو الأقل احتمالا بل إنه مستبعد بحسب الباحث، وفي حال أقدمت عليه روسيا، فإنها ستلقي أسلحة على أهداف للناتو في دول وسط أوروبا.
ويمكن شن هذا الهجوم عبر صواريخ بعيدة المدى، أو صواريخ كروز، وهو ما قد يؤدي إلى دمار كبير في دول الناتو، على نحو لم يشهده العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
خطوة روسية
ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الجمعة، على معاهدات ضم أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها القوات الروسية هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا خلال حفل كبير أقيم في الكرملين.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن سكان المناطق الأربع “اختاروا بصوت واحد” الانضمام إلى روسيا بعد الاستفتاءات التي نظّمتها موسكو.
وقال بوتن: “أريد أن أقول لنظام كييف وأسياده في الغرب: سكان لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا سيصبحون مواطنينا إلى الأبد”.