صورة “الرجل الساقط” اعتبرت من أقوى الصور التي انتشرت للهجمات، لأنها جسدت حجم الذعر والكارثة التي عاشها ضحايا الهجمات، والذي دفع أحدهم لإلقاء نفسه من أعلى البرج، منهيا حياته بطريقة هو اختارها، غير مجبرا على الاحتراق والموت البطيء داخل البرج.

ووفقا لمجلة “إسكواير” فإن المصور ريتشارد درو، الذي يعمل مع أسوشيتد برس، ذهب راكضا إلى موقع البرجين، عند سماعه بالحادثة، ومعه كاميرته، تاركا عرضا للأزياء كان يقوم بتصويره في المدينة.

وعند وصوله للمكان، قام بالتقاط مئات الصور، للبرجين، قبل أن يعود لمكتب عمله، ويبدأ بمراجعة الصور، ليجد “المفاجأة”.

داخل المكتب، صدم درو عندما وجد “رجلا ساقطا” من أعلى البرج، بطريقة مستقيمة، في إحدى صوره الكثيرة.

وقال درو: ” قفزت تلك الصورة من شاشة الحاسوب من قوتها، جمالها كان بسبب عموديتها وتناسقها. لقد كانت مميزة”.

وفي صباح اليوم التالي، ظهرت الصورة في الصفحة السابعة من صحيفة نيويورك تايمز. ثم ظهرت في مئات الصحف، في جميع أنحاء البلاد، وفي جميع أنحاء العالم. الرجل الساقط لم يتم التعرف عليه حتى اليوم.

ضحايا قفزوا للموت

أشخاص عدة بدأوا في القفز بعد وقت قصير من اصطدام الطائرة الأولى بالبرج الشمالي، بعد وقت قصير من بدء الحريق.

ووفقا للمجلة، استمر الضحايا في القفز حتى سقط البرج. قفزوا من خلال النوافذ المكسورة بالفعل، قفزوا هربا من الدخان والنار. وقفزوا عندما سقطت الأسقف وانهارت الأرضيات، قفزوا فقط للتنفس مرة أخرى قبل وفاتهم.

أما مئات الصحف التي نشرت صورة “الرجل الساقط”، وهي الصورة الأوضح لعشرات الذين قفزوا من البرج، فواجهوا مشاكل عديدة.

وأجبرت الصحف على الدفاع عن أنفسهم ضد اتهامات بأنهم استغلوا موت رجل، وجردوه من كرامته، واعتدوا على خصوصيته، وحولوا المأساة إلى مواد صحفية لجذب القراء.

وتعرضت الصحف لقضايا قانونية من القراء، بالإضافة لمواجهة مئات الرسائل الغاضبة والشكاوى، لذا لم تنتشر الصورة بعد الواقعة كثيرا، ولم تجرأ صحف أخرى على نشرها لاحقا.

وبالرغم من محاولات استقصائية عديدة، تبقى هوية “الرجل الساقط” مجهولة حتى الآن، إلا أن تحقيقا صحفيا توصل إلى أنه ذو بشرة سمراء، وقد يكون لاتيني الأصل.

skynewsarabia.com