فالصاروخ الملقب بـ” صائد وكابوس الدبابات” حظي بإشادات أميركية وأوروبية، لأنه لعب دورا أساسيا في منع روسيا من تحقيق نصر سريع في الأيام الأولى للحرب الأوكرانية، فقا لخبراء عسكريين.

ومنذ ديسمبر الماضي، أرسلت الولايات المتحدة نحو 5 آلاف صاروخ جافلين إلى كييف من أصل 5500 صاروخ، تعهد بها البيت الأبيض وفقا لوكالة بلومبيرغ.

يحمل أسماء الأطفال

خلال زيارته لمصنع شركة لوكهيد مارتن الذي ينتج صواريخ جافلين، يوم الأربعاء، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن تلك الصواريخ مكَّنت الجيش الأوكراني من إحداث فارق حقيقي ضد الجيش الروسي.

وأضاف بايدن، أن “بعض الآباء الأوكرانيين قاموا بتسمية أطفالهم تيمنا بهذا الصاروخ المضاد للدبابات، قائلا: “لا أمزح، هناك أطفال رضع يحملون أسماء مثل جافلين أو جافلينا”.

لكن أعضاء بالكونغرس الأميركي كالسيناتور الجمهوري روي بلانت، أعرب عن قلقه من إرسال واشنطن ما قدره نحو 25% من مخزونها من صواريخ “جافلين” و”ستينغر” المضادة للطائرات إلى أوكرانيا.

وخصصت واشنطن أكثر من 5 مليارات دولار لتجديد مخزونها العسكري، لكن استعادته بسعته الكاملة قد يستغرق سنوات، بحسب مسؤولين أميركيين.

ويقول المحلل الاستراتيجي والعسكري مارك كانسيان، إن صواريخ جافلين ربما تكون “السلاح الأكثر تطوراً والأقوى المضاد للدبابات وهي إضافة قوية لترسانة أوكرانيا”.

ويضيف: “من السهل تدريب المقاتلين على استخدامه، كما يسمح للقوات الأوكرانية إقامة الكمائن أو نقاط الإطلاق القوية؛ لاستهداف القوات الروسية“.

ويلفت كانسيان إلى أن الدبابات الروسية هي الأكثر تأثرا بهذه الصواريخ، لأنها صُممت لتكون “صغيرة جدًا ومضغوطة”، وفقا لـ”فرانس برس”.

 قدرات خارقة

ويطلق صاروخ “جافلين” عن طريق منصة أو الكتف، ويبلغ وزنه نحو 7 كيلوغرامات، ويصل مداه إلى نحو 2500 متر.

ويتميز عن غيره بأنه يسقط على الهدف من الأعلى وليس من الجانب، كما بقية الصواريخ المضادة، ما يعطيه ميزة تجاوز العوائق والقدرة على ضرب الدبابات في أضعف مناطقها.

وتم تسميته بـ”الرمح” لأن طريقة إطلاقه تشبه رمي الرمح الذي يسقط على الأرض بزاوية شديدة الانحدار، كما يتميز بقوة تدميرية عالية فهو قادر على اختراق أي دبابة، وفقا لتقارير عسكرية.

كما يستعين بنظام توجيه علوي، حيث يتقوس لدى بلوغه الهدف ويستهدف النقطة الأضعف من الهدف من الأعلى.

ولإطلاق جافلين يتوجب على مطلِقه تحديد الهدف من خلال المؤشر، ليرسل إشارة للنظام الكلي بالهدف المراد قبل إطلاقه، كما يتيح تصميم الإطلاق إلى استخدام جافلين بأمان من داخل المباني أو المخابئ.

وهناك طريقتان للصاروخ في القضاء على الدبابة أو الهدف: الأولى هي عندما يكون الهدف مكشوفا أمامه فيطير باتجاهه مباشرة، والثانية عندما يكون الهدف وراء حاجز عندها يطير الصاروخ إلى ارتفاع 160 مترا لتجاوز الحاجز ثم يسقط عموديا على هدفه، مثل رماح الجيوش الرومانية القديمة.

ودخل صاروخ جافلين المضاد للدروع، الخدمة في عام 1996، ويصل أقصى مدى إطلاق له نحو 4,750 متر.

ووفقا للتقارير العسكرية يستهدف دبابات القتال الرئيسية والسيارات المدرعة والمخابئ والكهوف والتحصينات والمروحيات منخفضة التحليق وثبت له معدل موثوقية أكبر من 94 في المائة.

كما يمكن استخدامه في جميع حالات الطقس ونهارا أو ليلا، فضلا عن أن عملية الإطلاق لا يصاحبها الكثير من الحطام أو الدخان ما يصعب على العدو تتبع مكان الإطلاق.

 حامي أوكرانيا

وقاذفات جافلين صارت السلاح المفضل لدى الأوكرانيين حيث يتداولوه بصورة محوّرة على الشبكات الاجتماعية تبدو فيها أيقونة دينية تحملها اسم مريم المجدلية، وهي قديسة رمزية في الكنيسة الأرثوذكسية.

وتظهر هذه “الأيقونة” التي أطلق عليها “سانت جافلين” حامي أوكرانيا، مريم المجدلية حاملة أحد الصواريخ تحت هالة بالأصفر والأزرق، وهما لونا علم أوكرانيا، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

وهذه القاذفات المجهزة بشحنتين متفجرتين، يمكنها اختراق الدبابات الأكثر تطورا في العالم، خصوصا الدبابة الروسية “تي-90”.

ويقول الخبير العسكري أحمد مأمون إن صور الدبابات الروسية المدمرة لفتت الأنظار إلى صواريخ جافلين الأميركية خلال الحرب، فهو لديه إمكانيات تدميرية عالية، وقادر على اختراق أي دبابة أو مركبة عسكرية.

ويضيف لموقع” سكاي نيوز عربية”، هذه الصواريخ أثبتت فعاليتها بشكل خاص ضد الدبابات والمركبات الروسية المتطورة خلال الحرب الدائرة بأوكرانيا.

 عيوب جافلين

ورغم قوته، لا يخلو جافلين من بعض العيوب إذ يمكن للدبابات إطلاق النار على مستخدمه حال اختبائه وراء تلة أو شجيرة.

كما أنه باهظ الثمن ومعقد في الإنتاج، حيث تتراوح تكاليفه ما بين 80 ألف دولار و200 ألف دولار لكل صاروخ، وفقًا لآميل كوتلارسكي، المحلل البارز في مؤسسة جينيس الدفاعية.

ومن جانبه يقول المحلل العسكري الروسي فلاديمير سيفكوف، إن القتال بأوكرانيا أثبت عدم فاعلية جافلين ضد المعدات العسكرية في المناطق السكنية.

ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “مفهوم جافلين نفسه مشكوك فيه إلى حد ما، فهو يستهدف فقط العربات المدرعة الدافئة، وإذا كانت باردة، فلا يستطيع فعل شيء”، مشيراً إلى أنه هذا الصاروخ يتطلب منه التعرف على الهدف بشكل مستقل والتقاطه، ومن دون ذلك، لا يمكن إطلاقه.

skynewsarabia.com